17 أكتوبر 2025

تسجيل

الإنجاز لا يكون صدفة

06 فبراير 2019

في إنجاز تاريخي جديد يضاف لإنجازات قطر، فازت قطر للمرة الأولى بكأس آسيا لكرة القدم. وبالرغم من أني لست خبيراً رياضياً، إلا أنني سأتناوله من زاوية أخرى، وسأتحدث عن أهم سبب خلف هذا الإنجاز، وأغلب الإنجازات التاريخية الكبيرة، بعد توفيق الله تعالى، وهو التخطيط للهدف البعيد المدى. بدأت الحكاية منذ إنشاء أكاديمية أسباير عام ٢٠٠٤، وهي أكاديمية لتأسيس وتأهيل رياضيين محترفين منذ الصغر، ولا يقتصر التأسيس على المهارات الرياضية فقط، بل حتى المهارات الفكرية والذهنية والنفسية. ومثل هذه الاستثمارات لا يكون مردودها سريعاً ومباشراً، فالكثير من الطلاب قد لا يكمل مسيرته الرياضية؛ إما لعدم رغبته، أو لتعرضه لإصابة، أو لمستواه المتدني، وغيرها من الأسباب التي تقلل من عدد المتأهلين. أضف لذلك، الوقت والجهد لتجربة المناهج والخطط وتقييمها وتطويرها. وفي هذه البطولة كان أغلب الفريق من خريجي أكاديمية أسباير، عملوا مع بعضهم البعض لسنوات طويلة، بل وحتى المدرب الذي استمر معهم منذ الصغر وعرفهم جيداً وعرفوه. التأسيس الجيد والطويل المدى للفريق لم يظهر فقط في المهارات الكروية، بل أيضاً في قدرتهم على العمل كفريق متكامل. والمهارات النفسية للعمل بأقصى مهارة برغم الضغوط الكبيرة والصعبة التي وجدوا أنفسهم بها. وأيضاً المثابرة والحافز الداخلي القوي المستمد من الطموح، بالرغم من المحبطين والمثبطين من حولهم. بالإضافة للذكاء العاطفي والقدرة العالية على ضبط النفس وتحقيق الاستقرار الذاتي والتحلي بالأخلاق والتركيز على الهدف الأساسي. نبارك لأنفسنا هذا الإنجاز. وتحية لجميع القائمين على أكاديمية أسباير، وعلى رأسهم بوفهد، سمو الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، الذي زرع هذه البذرة ورعاها، ونجني جميعاً الآن ثمارها. ولنتذكر جميعاً أن الإنجازات التاريخية لا تعتمد على الحظ، ولا تتكون صدفة، ولا وليدة اللحظة. [email protected]