14 سبتمبر 2025

تسجيل

الخيانة

06 فبراير 2015

لم يسلم نبي الله يوسف من كيد النساء وعملهن ونحن هنا لا نتهم كل النساء بل هناك من النساء من هن أطهر وأشرف وأصدق من كل الرجال ولكن أكاد أجزم أنه نادراً أن تجد منا من لم يقع في كيد امرأة فللنساء مصائد ومكايد وهناك رجال أشد عملاً من النساء وكلٌ حسب بما يريد ويهدف له ولكني في ذات الوقت أشدد على أن الله عز وجل قد يختبر عبده بكيدهن فكان كيد النساء إحدى المشكلات التي مر بها نبي الله يوسف ولم يسلم من تلك القضية لولا أن رأى برهان ربه فكان برهان الله هو النجاة لنبيه فقال عز وجل ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ) وقال ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) وهذا من الظلم الذي تمارسه بعض النساء وبعض الرجال ولكن الظلم الأشد هو عندما يكذب في المشاعر وتكون تلك العلاقة خيانة ولعبا ولهوا فلاشك أنها تكون من أشد أنواع الظلم الذي يمارس وهناك من النساء من لا يخفن الله فتستخدم نفسها وسيلة لجلب المصالح أو اللعب بمشاعر وقلوب الرجال وهي نوع من أنواع الخيانة التي تمارس في الحياة فهي خيانة لله وللنفس وخيانة للناس ومشاعرهم التي هي أشد فتكاً متى ما كانت صادقة. ولكي نؤكد لكم أنها خيانة عظيمة يقول الله عز وجل على لسان امرأة العزيز ( قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وأنه لمن الصادقين ) ( ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين ) فبعد سنين السجن اعترفت بأنها راودته عن نفسه وأكدت أن الله لا يهدي كيد الخائنين فلابد أن نعلم أن الخيانة أمرها عظيم ومهما حاولت أو حاول كل خائن أن يستر خيانته فالله يعلن ويؤكد من سورة يوسف أنه لا يهدي كيد الخائنين وهذا وعدٌ من الله.ومن هنا أقول لكل رجل وامرأة طب نفساً وطيبي نفساً عندما تتعرض أو تتعرضين للخيانة فالله لا يهدي كيد أي خائن مهما فعل ومهما كانت منزلته والنصر من عند الله وعلينا جميعاً أن نتقي الله في هذا الجانب وأن نعلم أن الله يسمع ويعلم ويشاهد فالخيانة ليست مقتصرة على خيانة الرجل لزوجته أو خيانة الزوجة لزوجها بل هي أبعد من ذلك بل هي خيانة المشاعر الصادقة والوعود الكاذبة والعلاقات التي تبنى على الكذب والمصالح لذا نقول لكل خائن وخائنة (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (وأن الله لا يهدي كيد الخائنين).