11 سبتمبر 2025
تسجيلصعد الأمام المنبر.. تكحكح وتنحنح.. وصلى على نبي الأمَة ثم أردف قائلاً.. حدثتكم الجمعة الماضية عن الدجال.. واليوم سنتحدث عن من هم أشَد منه وهم بعض علماء المسلمين الذين يضلون شعوبهم بآرائهم وتوجهاتهم وهم علماء السلطة!أولا.. لا أدري حقيقة هل هذه خطبة جمعة أم درس أسبوعي؟ وثانياً..هل هذا هو الوقت المناسب لطرح مثل هذه المواضيع والأمة الإسلامية تمر بأبشع فترة لها من تمزق وفتنة وصراعات؟!! تذكرت وأنا استمع إلى خطبته نصيحة رحمه الله الشيخ الشعراوي بحديث النبي بأن نقول خيراً أو لنصمت.ومشكلة الطعن في علماء السنة ظاهرة يجب الوقوف عندها.. ففي الوقت الذي نرى فيه مثلا المسلمين الشيعة يصلون بأئمتهم الى مرتبة القداسة.. والمسيحيون وان بعدوا عن دينهم فإن للقسيس مرتبة وتقديرا واحتراما، وأحبار اليهود لهم اليد الطولى واحترام المجتمع لهم..ورأيت بأم عيني البوذيين يسجدون لرجال دينهم احتراماً وتأدباً..إلا نحن أهل السنة والجماعة فبالرغم من أن علماءنا لا يشاركوننا حلالنا ولا يطلبون قرابين ولا الركوع والسجود لهم.. ولا.. ولا..يكون هذا قدرهم عندنا؟! والله عيب.كل واحد قرأ له كلمتين وأطلق اللحية أصبح ينتقد؟! حتى وصل الأمر الى العامة.. وكل من في خاطره كلمة لا يتردد في النطق بها تجاه هذا العالم وذاك الشيخ؟! في حين أن ديننا الاسلامي الجميل يطلب منا التأدب في الكلام والطرح، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول "ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه". والمشكلة بأنه لا رهبانية في الاسلام ولا انزواء عن المجتمع. فالعالم يظل إنسانا متفاعلا وليس ملاكاً.. وقد يتعرض لاجتهاد خاطئ كونه بشرا مهما بلغ من العلم.فالإسلام لا ينفصل عن السياسة — وإن أراد البعض ذلك — لأنها جزء لا يتجزأ من الحياة ونبي الأمة عندما تركنا فقد تركنا على المحجة البيضاء.. وليس في القضايا التعبدية والشخصية والأسرية فقط بل والسياسية ايضاً.. فالعالِم مأمور شرعا بأن يتفاعل مع ما يدور من حوله.. ولا يضير أن يكون له رأي وان اختلفنا معه ولا يناقشه وينتقده ويوجهه سوى عالم مثله أو من في مرتبته وليس كل من هب ودب!كفاكم يا سادة فقد أضحكتم الأمم بما نفعله بأنفسنا وبعلمائنا.