13 سبتمبر 2025

تسجيل

لَيْلَى الحَمْراءْ والذيْبْ

06 فبراير 2012

لن اتحدث عن معطف ليلى ولا قبعتها الحمراوين، أو كيف اندس الذئب في فراش جدة ليلى، ولماذا؟؟ خصوصا اننا جيل هضم قصة ليلى وتعاطف معها امام وحشية الذئب الغريب بعد ان كلمته ناسية نصيحة امها ولكن انتصر فيه القاص للخير واستخرج لنا جدة ليلى بسلام وفرحنا غبطة عظيمة وتشبعنا بمفهوم الانتصار للخير والحق، وتوخي الحذر من الذئاب، فحتى الفلكلور القصصي القطري علمنا انشودة جميلة للعبة محببة لدينا نلعبها جماعة في الفرجان: أنا الذيب باكلْكَم....... وانا أمّكم بحميكم " “ "ليلى والذيب " قصة لا بد ان تستوقفك في كل جيل ولا بد ان تحتفي بها في كل جولة لك في معرض كتاب فتشتريها بلهفة حتى لو كانت في مليون موقع على الانترنت فتقرأها لطفلك من منظورين: منظور تعويد الطفل على حب القراءة الحرة، ومفهوم التعليم المبكر للقيم والسلوكيات والمواقف الصحيحة في الحياة، ولكن ما ان جذبت هذه القصة لقراءتها على طفلي ذي الرابعة حتى صعقت من انهيار ذريع ليس في قيم تربوية او اخلاقية بل في مفاهيم حياتية رئيسة مهمة، فلم يعد الذئب ذئبا يا جماعة، فربما قريبا وقريبا جدا ستجدون الذئاب يعوون بينكم وكأنهم قطط اليفة لا بأس عليكم وعلى أطفالكم ان يربوه كحيوان اليف "، هذا اذا لم يلتقم الفريج بأكمله، بل ولربما قريبا سنتحول نحن الى حيوانات مفترسة "ابناء آوى " آكلة للحوم لنفترس الذئب الوديع المسالم وننبطح على فراش ام الذئبة ففي انتظار ذؤيب من ابناء الذئبة العودة لنجهز عليه "يم..... يم". قرأت القصة لطفلي بسلاسة محتفية بليلى ومن ثم غيرت تعابير وجهي ليفطن ان الذئب حيوان مفترس يريد المجابهة، وانا نفسى اتشوق لفقرة الذئب عندما انبطح في فراش الجدة بعد اكلها وتقمصه شخصيتها بلبس ملابسها والتخفي تحت الرداء خصوصا وان اسئلة ليلى الوديعة تعلم الطفل على وجوب دقة الملاحظة والفطنة والتركيز في مختلف المواقف، فعين الجدة كبرت.... لماذا؟ واذنها كبرت.... لماذا؟ ولكن كان موقف الخذلان القصصي العربي....في انه ما ان قالت ليلى جملتها وانقلها من المصدر بالنص: " وأسنانك لماذا هي طويلة ومدببة هكذا؟" زمجر الذئب وتفجر قائلا: أسناني طويلة ومدببة حتى آكل سريعا قرص الحلوى الموجود في السّلة" ،لله دره الذئب علام زمجر ولم غضب؟ توقفت غصبا عني، ابني ينهرني بالحاح "كمممممملي القصصصصة " وانا سارحة، افترضت سلفا ان المؤلف استخدمها للخديعة مثلا ولكنني تابعت القراءة فإذا بغباءه وسذاجته يقول بالنص: " بعد ان اجتمع الحطابون على صراخ العجوز هرعوا للمكان بالعصي الغليظة للتخلص من الذئب: حتى ورد النص الاتي: "وما ان رأهم الذئب ع تلك الحال، حتى أسرع بالهرب والأسى يملأ قلبه لأنه لم يستطع أن يتذوق قرص الحلوى " أنا والله التي اغلقت القصة والأسى يملأ قلبي............. أ كلُّ هذه المعركة بين الذئب والبشر لأجل قطعة من الحلوى في سلة ليلى؟ شعرت بغصة في حلقي لأن الأدب حتى المنقول عن غيرنا للطفل في ازمة ليست ازمة مؤلفين جدد بل ازمة تحريف عربية لأنها تعبث بالمسلمات والحقائق مما يجعل لزاما على ان اتفحص كل سلسلة " حكايات جدتي " هذه التي اشتريتها من معرضٍ للكتاب في قطر يوما ما. فأي مفهوم غبي هذا المفهوم واي وداعة يريدها القاص من طفل في التعامل مع ذئب مفترس لا يعرف رائحة ولا طعما الا للحوم والدماء. واي قيمة تروض الطفل على ان الذئب لا يريد منه سوى سلة الحلوى او قالب الشوكولاته التي في يديه، ترحمت لا على الأدب العربي الذي يصعب ان نفرز غثه من سمينه اليوم ونكتشف معايبه في خضم شرعة مسيرة الحياة السيبرنتية فقط ولكن على مستقبل جيل يلقن حقائق مغلوطة والرحمة عليه إذا انشغلنا عنه، وما دونته دار الشمال للطباعة والنشر والتوزيع في طرابلس — لبنان.... في قصة "ليلى والذئب" من سلسلة "حكايات جدتي" مجرد غيض من فيض على تدني مستوى الادب المقدم للطفل بل وتدني المحافظة على روائع مكنون الادب القصصي العالمي، ودليل على تراجع قيمة الكتاب وخضوعه لمفهوم الربحية السريعة وضعف الوزارات والهيئات القائمة على اصدار ترخيص الكتب ومحتواها بل وضعف اللجان والوزارات القائمة على الترخيص لدور العرض في معارض الكتب لدينا، تلك التي ربما تركز فقط على منع بعض "الفجور والسياسة" وتمتنع عن ضرورة فحص محتوى المسلمات البديهية في اهم ما يقدم لجمهور وهم الأطفال.... عماد الاجيال والأمم ليضعهم في مواقف ليس المنهزم فحسب بل الغبي الضعيف. فالذئب لا يمكن ان يتحول الى حَمَلٍ وديع، ولمن كتب مثل ذلك....ولمن رخص محتواها.... ولمن رخص نشرها ودخولها الى قطر أوأي قطر في الوطن العربي................ أفيقوا ايها النعاج قبل ان تأكلكم الذئاب بجريرة ابنائكم................ ملاحظة مهمة: الناشر كتب على تغليف القصة الداخلي: "لا يجوز نسخ أو استعمال أي جزء من هذا الكتاب في أي شكل من الأشكال او بأية وسيلة من الوسائل — سواء التصويرية أم الالكتروينة أم الميكانيكية، بما في ذلك النسخ الفوتغرافي والتسجيل على أشرطة أو سواها وحفظ المعلومات واسترجاعها دون اذن خطي من الناشر." انتهى..... لله در دار النشر في ربحيتها من نشر الغباء..... اين حقوق الطفل العربي في سلامة المعرفة؟؟؟ ألسنا نحن من يحق لنا أو يجب علينا بالأحرى أن نطالب دار النشر بحق اطفالنا ونرفعها للجنة قيل انها وضعت لحماية حقوق الطفل في الجامعة العربية والتي منها "الحقوق الثقافية والمعرفية"؟ كاتبة وإعلامية قطرية Twitter: @medad_alqalam medad_alqalam @ yahoo.com