10 سبتمبر 2025

تسجيل

البغال والحمير VS تويتر والفيس بوك

06 فبراير 2011

استخدام البهائم من قبل المحرضين على الثورة المصرية المسالمة، والسياط والبلط في عصر الثورة التكنولوجية جعلني أتذكر بيتا فريدا هتف به عنترة بن شداد في معلقته وبالطبع ليست مقارنتي ظلما لفارس عربي أصيل، إذ شتان بين الفروسية والفوضى أو ما يسمى البلطجة، وشتان ما بين الفارس المغوار وبين البلطجية! ولعل المفارقة التي جعلت الشيء بالشيء يذكر هو قول عنترة في الوصف معبرا عن فرسه المغوار الذي تعرض للشدائد: لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مكلمي وذلك من هول ما لقاه فرسه باختلاف الموقعين والموقفين.. هنا أجزمت بالعشرة أن لو كانت البهائم تعي ما قامت به في القاهرة، لما قامت به أصلا احتراما للفكر. ولو كانت تعي الكلام لما استجابت لرعاع أرادوا إحداث الشغب والفوضى أمام صفوف منظمة مسالمة لم تستخدم في ثورتها لا عصا ولا سكين ولا آلات حادة، بل استخدمت فيها العقل وسلاح الرأي والحجة وأعلنتها صراحة ومشافهة وكتابة دون كواليس في ساحة مفتوحة مكانيا وإلكترونيا ضمنيا وفي ميدان شهد اعتصاما فريدا نقلته على الهواء مباشرة وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي دون تسجيل أدنى حالة فوضى أو اعتداء أو إرهاب من قبل المتظاهرين المطالبين بالحقوق المدنية وبإسقاط نظام مبارك، كتلك الفوضى التي استخدمها أهل البغال والخيل الهزيلة والحمير، التي تاهت حتى عن طريقها ووقفت مشدوهة وهي بهائم أمام حدث لم يخلق لها ولم تخلق له لذلك استنطقت الفصاحة في البهائم التي عبرت عيونها عما يدور في خلدها ولو كانت تفقه سر الحوار لاشتكت كما قال عنترة العبسي‘ولاعترفت بمن ساقها قسرا ومن ركبها عنوة. مناوئو ثورة مصر السلمية أميون فوق كونهم طغاة مستبدين، لأنهم فوق ظلم الشعب وسحق حقوقه اجترأوا على أمرين: التاريخ والمستقبل. فتاريخيا: ليس هذا يا عرب ويا أشاوس تاريخ الفروسية والفرسان أرادت فئة تدنيسه والزج به في عصور درك الجاهلية الأولى استخفافا بتاريخ عربي مشرف أمام إعلام دولي، تاريخ آمن بمقولته "ص": "بأن الخيل معقود بنواصيها الخير الى يوم القيامة" وهي كذلك. ولا حتى ركاب المطايا وانتم العرب من صدح فيكم جرير: ألستم خير من ركب المطايا ** وأندى العالمين بطون راح أما الاجتراء على المستقبل: فهو اجتراء على العلم والثقافة ولغة العصر وزج الشيء في غير موقعه. فمواجهة عقول الفيس بوك والتويتر والعزل إلا من هواتفهم الجوالة بلغة البلط والعصي والسكاكين والدواب اجترار للعصر الحجري فيه عجز عن مقابلة الفكر بالفكر والرأي بالرأي والحجة بالحجة، في صورة رجعية لم يسبق لها مثيل في التاريخ لا قديمه ولا حديثه تخفيا لهوية من دسهم في ديكتاتورية وأمية وأنانية سمجة تريد أن تظهر صورة عالمية مغالطة عن همجية وأمية الرجل المصري وهو منزه عن ذلك. إن رئيسا أو سلطة تهمش حق شعبها وتلغي كرامته وعزته وتدنس شرف عقله غير جديرة بشرعية البقاء، ولو استطاعت البغال والحمير والمطايا أن تدهس أو تقل من يضرب أو يطعن أو يقتل حملة القلم والرأي، فإنها لن تشوه معالم جيلٍ واعٍ تظاهر سلميا دون أن يدنس أو يرفع يدا ولا سيفا ولا عصا ولا آلة ولا سلاحا بل ستتوج العقول التي يجدر بها الآن أكثر من قبل أن تقود مصر الى التغيير المنشود الواعي ممتطيا الوسائل العالمية المشروعة دون مناورات أو خلايا سرية أو استخبارات دولية إنها التكنولوجيا الحديثة التي رفعت الثورة شعارها. إنها ساحة العقول إذا استطاعت حكومات المطايا والبغال والحمير مجابهة متغيراتها، وأخيرا: لو نطقت البهائم وصح وصف عنتره لاعترفت: " إنهم " من ساقوها" الأجدر بهم ان يُركَبوا". ومن يُركَبْ غير خليق بقيادة مصر العظيمة... حفظ الله مصر وأمنها وسلمها كاتبة وإعلامية قطرية Twitter: @medad_alqalam medad_alqalam @ yahoo.co