16 سبتمبر 2025

تسجيل

إجازة وحذر لابد منه!

06 فبراير 2011

أيام وتبدأ إجازة منتصف العام والتي يتحين الجميع الفرصة لقضائها في أمور محببة إلى نفوسهم، خاصة من لديهم أطفال صغار يريدون أن يرفهوا عنهم بعد عناء شهور من الدراسة والمثابرة، وكذلك الحال بالنسبة للأهل الذين قضوا تلك الشهور مرابطين في بيوتهم في مراجعة الدروس لأبنائهم أو متابعين أمورهم الأخرى الحياتية، فهم يتملكهم شعور وكأنهم يدورون في حلقة وفي ساقية لا تتوقف وحان الوقت في هذه الإجازة للتوقف وأخذ قسط من الراحة والاستجمام، خاصة أن الوقت شتاء، والجو ممتع والنسائم عليلة ومن هنا فالكثير من الأسر يفضل الترفيه من خلال التخييم في البر أو على الشواطئ الجميلة لبلادنا، ومنها من يرى أنها فرصة للسفر والتمتع بمشاهدة معالم دول أخرى سواء كانت قريبة أو بعيدة، المهم الجميع أصبح على أهبة الاستعداد. ولكن قبل أن نتوجه إلى الأماكن التي تم اختيارها لابد من أمور يتحتم على الأسرة أن تراعيها وتحذر منها وتحافظ على أرواح فلذات أكبادها، فالبعض قد يصطحب معه الدراجات النارية وغيرها مما يتمتع به الأبناء على الرمال والتزحلق عليها، وقيادة السيارات بشكل جنوني رغبة في شيء من الإثارة والمغامرة ولكن للأسف هناك أسر تنتهي أيام إجازتها بحسرة وحزن بعد أن تفقد أحد أبنائها في حادث تفحيط، وعدم إدراك للآلة التي يقودونها، مما يؤدي إلى حوادث مؤلمة عانى منها الكثير من الناس وألحقت الألم والحسرة والغصة في نفوس الأمهات والأبناء. ومن هنا فالحذر واجب بجانب أهمية الإشراف والرقابة وعدم ترك الأمور تسير حسبما جاءت حتى لا نعض أصابع الندم بعد ذلك، بالاضافة إلى توخي الحذر عند استخدام مواقد التدفئة وإشعال النار وما يمكن أن يكون من حشرات في موقع التخييم. وهذا التحذير منسحب أيضا على من يجد المتعة في السفر والتمتع بالمدن الترفيهية وما بها من ألعاب خطرة قد لا تتناسب مع أعمار أطفالنا الصغار، الذين قد لا يدركون خطورتها إلا بعد الانضمام إليها مما قد يؤدي لا سمح الله إلى أن يقع حادث ما، يؤدي إلى إنهاء الرحلة بشيء من الحزن والألم، وقد يقول قائل: الأعمار بيد الله، وكل ما يقع من عند الله ولكن هذا الكلام غير دقيق فالله تعالى ينهى عن أن يلقي الإنسان نفسه في التهلكة ويتحين المكان والوقت المناسبين للقيام بما يريد، وألا يتعجل بل في التأني السلامة وفي العجلة الندامة. ومن هنا فلابد من الإحساس بالمسؤولية واعتبار هذه الإجازة فرصة لتجمع الأسر خاصة الأب والأم مع أطفالهما الذين قد لا تتاح لهم الفرصة لمثل هذه الجلسة طوال أوقات الدراسة لانشغال كل واحد بما يهمه من أمور تاركين الأطفال ورعايتهم وكذلك الكبار للخدم والمربيات، فمن حق الطفل التمتع بحنان الأم وعطف الأب بعيدا عن الخادمة، فلابد للوالدين من استثمار هذه الإجازة وتنمية الشعور بالأسرة، وإجراء الحوارات مع الأبناء والتعرف على مشاكلهم، ومحاولة حلها، وجعل هذا الوقت ممتعا وسعيدا ومفيدا في نفس الوقت، وهذا ليس ببعيد على الوالدين، ولنجعل من الإجازة سعادة وألفة وتبادل منافع تعود على الجميع بالخير. * همسة: مصر سلامتك من كل شر، وأبعد الله عنك الخطر، وحمى الله شبابك الوفي ونصرهم!