14 سبتمبر 2025

تسجيل

الأفلام على الخطوط القطرية

06 يناير 2022

• تتنوع خطط وبرامج الناس في الإجازات، منهم من يرغب في قضاء الإجازة في بلده والاستماع بجمال المناخ والأماكن وهدوء الشوارع كون العدد الأكبر يقضي إجازته خارج البلد، ومنهم من يقرر مع كل إجازة رسمية أو خاصة السفر خارج البلد مع تخفيف الإجراءات الاحترازية لكوفيد - 19. • وهناك دول تشجع السياحة كمصدر اقتصادي للدخل للبلد، سعت لتخفيف الإجراءات واستقبال السائحين من دول العالم.. لتستقبل وترحب بالجميع مع احتياطات واحترازات متوسطة!. • والسفر جواً الأكثر طلباً وتخطيطاً.. وفي رحلة العودة من رحلة سفر قصيرة، وكالعادة دائما السعي لاختيار المقعد المريح والصف الأول، المقصورة الأولى إلى غيرها من متطلبات يسعى المسافر لطلب الراحة والاستمتاع بالهدوء على متن الطائرة، والابتعاد عن ضجيج وبكاء الأطفال. • وكل له طقوسه على متن الطائرة، هناك من يقرر قراءة كتاب.. خاصة في الرحلات الطويلة، وهناك من يقرر النوم والاستمتاع بهدوء الرحلة الليلية، وهناك من يقرر الكتابة، وهناك من يقرر الحديث والدردشة مع من يجلس بجانبه، وهناك من يقرر مشاهدة الأفلام الحديثة على متن الرحلة. • أثناء رحلة العودة طلبت من موظف القطرية الأرضي الصف الأول ولم يكن المقعد الآخر متاحاً لمن معي، قررنا انتظار من سيكون لنطلب منه التغيير.. وحضر الراكب، طفل لم يتجاوز 13 سنة تقريباً.. لم يعجبه المكان وعصب وقال بصوت عال لأمه: ما يعجبني الكرسي ما ابيه!، فرحت قلت له تروح ورا الصف الثاني يسار؟، قال لا: قالت له أمه وكانت على الجهة اليمنى مع ابنتها الأصغر تقريباً 6 سنوات أن تغير معه، إلا أنها تراجعت وقالت إنها ترغب في رعاية الطفلة وطلب الطعام لها، قرر أخيراً البقاء. • وما أن جلس وربط الحزام: يماا جوعااان! يماا شنو البست سيلر؟! Best seller، يماا جوعااان؟ يماا أبي أكل! والأم في عالم ثان.. وتكتفي بالابتسامة!، طلبت من المضيفة أن تسحب الحاجز الصغير بيني وبين ابنها ليأخذ راحته. • جلس وقام بفتح شاشة التلفاز أمامه باللمس.. وأنا أراقبه… ويرافق الفتح باللمس على طائرة الإيرباص القديمة.. إلى أن استقر على مشاهدة فيلم أجنبي أكشن. • اعتقد كل من يجلس بالطائرة على الجهة اليمنى يشاهد ما يشاهده في تحركهم لدورة المياه أجلكم الله.. وطبعا الأم من تجلس في الصف الأول الجهة اليمنى يفترض أن تشاهد وتراقب ما يشاهده ويتابعه ابنها!. • طبعاً.. مشاهدة الفيلم مع صراخه المستمر: بعد الانتهاء من الوجبة الرئيسية وسبقة مكسرات ومشروب غازي.. طبعاً أرى كل ذلك بحكم الطاولة المشتركة بيننا بالمنتصف.. بدأ بالصراخ وين الـ dessert وين الحلو أبي الحلو، والأم صامتة مع ابتسامتها!. • للأسف الشديد الأم في عالم آخر عما يشاهده من فيلم أجنبي يتضمن مشاهد خليعة وإباحية وعنف وغيرها من صور لا يفترض أنه يشاهدها من هم أكبر منه.. فما حال طفل بعمره، خاصة أنه يسبق عرض أي فيلم كتابة رسالة لتضمين الفيلم مشاهد لا يجب على من هم دون 18 عاماً مشاهدتها. • والله هالني ما يشاهده وصمت الأم، قررت أرسل له رسالة بطريقة غير مباشرة، قمت بفتح الشاشة وقمت باختيار فيلم كرتون للأطفال.. قلت عل وعسى يشاهد ما أتابعه ويستحي على وجه، إلا أنه أنهى الفيلم وقام بعده بفتح فيلم كرتون. • وقام باستظراف دمه وإضحاك الأم.. والأم تضحك على تعليقه أن بطل الكرتون يشبه والده!، وبعدها هو وأخته بصراخ ويكرران: وين رايحين؟ ما ندري، وصراخ يماا كم باقي على الرحلة يما اشكثر باقي.. والأم لا نسمع لها صوتاً!. • قررت ألا أسكت عن الطفل.. أزحت الحاجز الصغير بيننا.. وكانت الرحلة في نهايتها قاربت على الوصول لمطار حمد الدولي، والتفت إليه.. سألته بأي صف؟ أجاب بهدوء الصف الثامن.. سألته أي مدرسة؟ ذكر اسم مدرسته من المدارس الدولية المعروفة في قطر.. اقتربت منه وقلت له بعدها بنبرة عتاب: شكلك شاطر إذا كنت بهالمدرسة.. لكن أنا زعلانة منك على الفيلم اللي كنت تشوفه!، قال كنت أبي أشوف سباق سيارات، قلت له شوفني أنا كبيرة وأشوف كرتون.. وطلبت منه ما يشوف مثل هذه الأفلام بالمستقبل وتمنيت ودعيت الله يحفظه. • مع وصولنا ووقوفنا للاستعداد للنزول من الطائرة وإنزال حقائب اليد من الخزائن العلوية؛ تلتفت إلى الأم لأسمع صوتها لأول مرة بعد رحلة تقريباً أربع ساعات… لتقول بنبرة متوسطة العصبية: شنو قلت لولدي؟، قلت لها اسأليه شنو قلت له.. وكان مسكيناً خجولاً ومنحني الرأس.. التفت له وقلت له: ايش سألتك وقالت لك؟؟ لم يرد! قلت له سألتك بأي صف صح؟ أشار برأسه بالإيجاب، سألتك بأي مدرسة؟ أشار بالإيجاب، قلت لك إني زعلانة على الفيلم اللي كنت تشوفه، وقلت للأم ما كان من مشاهد في الفيلم الأجنبي.. ردت ببرود ما انتبهت لأني نمت!!!! (للأسف لم تكن صادقة لأنها لم تنم).. وبعدها تبرر عادي هالجيل يشوفون كل شيء بالجوال شنو وشنو راح نمنع!، ورد الأم بأنها لحالها معهم بالسفرة وهي من تحتضنهم ويعيشون معها يبدو أنها مطلقة والله اعلم، قلت لها عزيزتي لابد من تعليمه ومنعه ومراقبة ما يشاهده ويتابعه.. وخافي عليه.. لترد علي: أنت مدرسة!. • طبعاً الطفل بمجرد هبوط الطائرة بدأ يصرخ: وين 4g أبي النت أبي فور جي!!! واضح جداً جداً الإدمان على الجهاز، ونزلنا من الطائرة ويصادف يكون معنا في الباص، ومعنا في ممرات المطار وعند الحقائب وطبعاً كان مشغولاً بالجوال والنت والفور جي!. • تخبرني إحدى الأخوات بعد سرد ما حدث مع الطفل بالطائرة بأنها كانت في مطعم، وطفل يشاهد تك تك ومشاهده خليعة ويذهب للأم أو الأقارب ويريهم ما يرى وهم يضحكون! دون رادع ودون منع ودون توبيخ وضرب على اليد وسحب الجهاز منه. • الخطوط الجوية القطرية نتمنى منها الكثير كمنع الخمور على رحلاتها.. كما نتمنى في الرحلات الطويلة والمتوسطة المسافات التي أكثر من ساعتين أو حتى أقل أن يتم وضع رقم سري أو كود لا يسمح للأطفال بالدخول لمشاهدة الأفلام، خاصة أنهم على علم بأسماء وأعمار الركاب، وفقط يكون للأطفال الصلاحية للدخول على أفلام الكرتون والأفلام الوثائقية.. خاصة في ظل غياب رقابة ذاتية ورقابة والدين وأسرية. • لا نستهين ونبرر بأن ذلك متاح بالهواتف الحديثة، ولا نبرر بأن الطفل لا يعي ما يشاهده. • آخر جرة قلم: كيف سنربي جيلاً قوياً وصالحاً وعاقلاً يعتمد عليه في بناء أسرة صغيرة وبناء مجتمع أكبر وبناء دولة إن لم تتوحد القرارات والتوجيهات والمصلحة العامة واتخاذ الإجراءات الاحترازية لحماية الأخلاق قبل الأبدان؟.. والحرص على القيم من كافة الأطراف الأسرة، المدرسة، والمؤسسات المختلفة كالخطوط القطرية الناقل الرسمي للدولة.. إن لم يراع ذلك على مستوى قيادات في ظل غياب دور الأب وتراخي الأم… فكيف نتوقع لأجيال قادمة ستكون؟ فكلنا راع مسؤول عن رعيته. Te:@salwaalmulla