19 سبتمبر 2025

تسجيل

لم تعد تشبهنا يا وطن

06 يناير 2022

ما الذي تغير أنت أم نحن؟ اتطلع إلى البسمة التي رسمناها معاً، ارنو إلى شمسك التي صبغت بشرتنا السمراء بأشعتها، أذكرك بآثار أقدامنا حافية فوق رمل طعوسك أيام الصيف، أذكرك بغار « لُبريد» في النخش الذي كنا نستظله من حرارة صيفك اللاهب بحثاً عن صيد ثمين مما تجود به أرضك الغالية أيام عطلنا الأسبوعية التي كنت انتظرها بفارغ الصبر، أذكرك بالطمان وبالرفاع مرابعنا في الشتاء وبالشمال الجميل وشواطئه وقراه والجنوب العزيز بريضانه، كنت تشبهنا ونشبهك، كنا حين نجتمع حول « الضو» في ليالي شتائك البديع نتحدث عن وعودك وكلنا أمل، نعم لقد قدمت لنا الكثير يا وطن لا ينكر فضلك إلا جاحد، لكن أخشى أنك لم تعد تشبهنا، أخشى على القيمة الكبرى من الضياع، لا أريد أن يصبح الفريج أنا وجماعتي، لا أريد أن تصغي لمن يصف أبناءك بالكسل وعدم الإنجاز، لا أريد أن تصدق، أن من جاءك وأنت معلقة من ذهب أوفى من الذي أدمت حجارتك أرجل آبائه، ورمدت شمسك حواجب عينيه، لا مستقبل لك يا وطن إذا أنكرت سُحمة أبنائك، لا أريد أن تختفي المساحات المشتركة فيك، لا أريد أن تتحول إلى نقطة على الخريطة، لا أريد أن يضيق الفضاء المشترك بيننا، ليصبح لوناً واحداً، أخشى عليك من التقسيم مهما كانت صوره، مادية أو معنوية، انزعج كثيراً حينما اسمع عبارة «أهل الخير قد رحلوا» لا تزال يا وطني تحمل من الخير الكثير، وفي أبنائك خير فهم يعشقون ترابك كما عشقه آباؤهم وأجدادهم، هناك من الأمور ما تشعرنا بأننا لم نعد والوطن نشبه بعض، وهذا شعور مزعج أتمنى أن يزول، هل نحن الأبناء السبب أم أنت يا وطن ؟ وإن كان الأمر كذلك فإن فينا واحدا ما يستاهل الثاني، ربما هناك أبناء بلا وطن، ولكن ليس هناك وطن بلا أبناء؟ الكرة إذن في ملعبك يا وطن دمت بعز يا وطني. [email protected]