06 أكتوبر 2025

تسجيل

هل تُشترى السعادة؟

06 يناير 2021

أجريت عدة دراسات للإجابة عن تساؤل مهم: أيهما سيجلب لك سعادة أكبر، اقتناء شيء تتمناه، أم خوض تجربة مميزة؟ مثلاً: أيهما أفضل، أن تقتني ساعة ثمينة؟ أم تسافر مع أحبائك بنفس المبلغ؟ مع انتشار نمط الحياة المادية Materialism، لا يختلف أحد بأن المقتنيات تمنح شعوراً بالسعادة، وقد يقرر البعض أن يوليها اهتماماً أكبر من خوض التجارب، ولكن الدراسات والأبحاث التي أجريت في عدة جامعات، خلصت إلى أن خوض التجارب تجلب سعادة أكبر وأكثر استدامة من اقتناء السلع. في بحث أجراه باحثون من جامعتي كورنيل وكولورادو، أثبتوا أن غالبية الناس تشعر بسعادة أكبر في خوض التجارب، وتزيد نسبة السعادة بزيادة دخل الفرد، بعكس ما يظنه الكثيرون بأن المال هدفه فقط اقتناء الأشياء التي ستجلب السعادة. وفي بحث لاحق أجري في جامعة كورنيل للتعمق في نتيجة البحث السابق وأسبابه. فخلصوا لعدة نتائج، منها أن الناس تميل لمقارنة ما اقتنوه مع الخيارات المتاحة الأخرى، فمثلاً لو أن شخصاً اقتنى سيارة فاخرة يرغب بها، فسيقارنها بالسيارات الفاخرة الأخرى، وبعد البحث والمقارنة قد لا يصل للرضا الكامل عن قراره. كما أن سعادته ستتأثر عند انخفاض سعر السلعة، وسيقارن نفسه بالآخرين الذي قاموا بقرارات مشابهة، بينما ذلك لا يحدث عادة في خوض التجارب، فالذي سافر إلى البوسنة في رحلة عائلية واستمتع بوقته هناك، لن يشعر بعدم الرضا عندما يسمع أن سويسرا أيضاً كانت خياراً رائعاً ومميزاً، ولن يتأثر لو علم أن أحد أصدقائه كانت له تجربة رائعة بها، فكل تجربة فريدة بحد ذاتها. إذا أردت أن تَسعَد، وتُسعِد من حولك، فاحرص على خوض التجارب المميزة، بدلاً من المقتنيات الثمينة، فهي ستصنع الأوقات السعيدة والتي ستبقى ذكراها للأبد. @khalid606