23 سبتمبر 2025

تسجيل

تتوالى الأعوام.. وتنتكس الأحلام

06 يناير 2019

يعز علينا ونحن نودع عاما مضى دون إيجاد أي حلول للانتكاسات التي حدثت، والتي معها دفنت كل الأمنيات والأحلام التي كانت تراودنا كشعوب عربية واسلامية مع بداية كل عام جديد، نأمل، نحلم، نتمنى ونبارك، لكنها كانت مجرد مصطلحات خيالية تعودنا على تكرارها لنخرج من واقعنا المؤلم الذي نعيشه إلى خيال سيطر على قلوبنا وأفكارنا يخرجنا من نطاق الألم إلى نطاق الفرح لآمال تمتد مع أعمارنا فتنتهي دون تحقيقها خاصة فيما يتعلق بمصائر الشعوب ومصالحها.. كنّا نأمل أن ينتهي الحصار الخليجي الجائر على قطر، وتعود المياه الى مجاريها فتعود معها أواصر القرابة، وتعود الزيارة الى بيت الله الحرام وتأدية مناسك الحج والعمرة بلا حواجز ومنغصات، رغم أننا بألف خير بدونهم كما أكدّ سمو الأمير حفظه الله،، كنّا نأمل أن يطبق القانون الدولي، وينفّذ المبدأ الديني «القتل بالقتل» عَلى مرتكبي ومنفذّي الجريمة البشعة التي تعرض لها الكاتب الصحفي السعودي «جمال خاشقجي» في القنصلية السعودية ومازال غموضها مستمرا،، وكنّا نحلم باتحاد عربيّ واسلاميّ للوقوف في وجه العدو الاسرائيلي، الذي طالما استنكرنا ونددنا بممارساته، كنّا نتمنى أن تحل مشكلة الانسانية العربية البائسة التي أرهقتها الحروب الأهلية والإقليمية في العراق وسوريا واليمن وليبيا والتي مازال الصراع فيها قائما فدمرت مدنها وحضاراتها وثقافتها وكيانها، وطوقها الجهل والمرض والمجاعة والتهجير، لتضيف عليها أنظمتها الجائرة أبشع أنواع الجرائم من اغتصاب وسجون واعتقال وتعذيب وغيرها من الجرائم التي أرتكبها ويرتكبها الأشرار من الأنظمة الحاكمة التي فرضت عليها وتنتمي اليها. وكل ما سبق يذكرنا بقول الشاعر: لايصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جُهّالهم سادوا تبقى الأمور لأهل الحّي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقاد وكنا نحلم بإعلام نزيه ينقلنا إلى عالم آخر بعيدا عن معاول الهدم والفتن والدجل والكذب والتشويه كما يحدث الآن وبصورة مستمرة دون أن يجد من يوقفه ويردع منتسبيه. …. وأعتقد أن الانتكاسة المؤلمة والتي مازالت رغم استنكار الكثير من الشعوب العربية وحرقتها هي الهرولة نحو التطبيع المجاني بلا مقابل مع إسرائيل في الأرض المحتلة بشكل فاضح وعلني، والذي اتخذ مجراه في أجندة بعض السياسيين العرب وذلك لأجل خدمة مصالحهم بعيدا عن القضية المركزية الفلسطينية، والسعي في تعزيز وجود الكيان الصهيوني كدولة، والإيمان بحقه التاريخي في فلسطين، وما الزيارات المتبادلة بين بعض الدول العربية واسرائيل إلا تتويجا للعلاقة واستمرارها ومنها دول الحصار الخليجية الثلاث الجائرة، فكيف تمد الأيادي لتلامس أيادي ملطخة بدماء الشهداء!! لقد ودع العالم عام ٢٠١٨ بأحلام لم تتحقق وواقع مأساوي لم يجد له صدى، صراعات وانتكاسات بشرية ودولية وأزمات سياسية واعلامية وأخلاقية واقتصادية. مع بدايته، اعترضت طريقه أنظمة مستبدة جائرة لا أمان ولا وحدة ولا عدالة ولا تنمية ولا فكر ولا حكمة، حولّت أغلب الأوطان العربية والاسلامية الى مقابر تلتهم أبناءها، وجعلت مستقبل شعوبها في دائرة المجهول، الملايين من الجرحى والقتلى والمرضى والجياع والنازحين وماذا بعد !! ها هي اليمن وأزمتها الكارثية البشرية الانسانية والاقتصادية والصحية التي لم تجد لها حلولا منذ عام 2014 نتيجة سطوة وعنجهية المتآمرين عليها ما بين قوات التحالف وذخائره العنقودية الحارقة وبين قوات الحوثي وألغامه الأرضية المضادة المحظور استخدامهما دوليا، حولت اليمن السعيد الغني بخيراته وموروثاته التاريخية الى اليمن البائس الذي أرهقت الحرب الدائرة شعبه وأبادت معالمه، ولا تختلف سوريا عنها والتي تمثل الآن أسوأ دولة عربية في جرائم الحرب الوحشية وانتهاكات حقوق شعبها من نظامها الجائر واستخدامه المواد الكيماوية، والتهجير القسري والتعذيب والاغتصاب منذ بداية عام 2011 وغيرها من الأعمال الوحشية منذ أعلنت الأمم المتحدة رسمياً اندلاع الحرب الأهلية ومازالت الممارسات اللا إنسانية من نظام الأسد والمليشيات المتحالفة معه والداعمة له روسيا وإيران وجماعة حزب الله اللبناني ضد شعبه على قدم وساق،، وقد سبقتهما العراق بلاد النهرين التي تحولت بأغلب مدنها وقراها ومبانيها التاريخية الى أطلال تبكي رحيل سكانها وضياع ثقافتها نتيجة الانقسامات الطائفية والحزبية وغيرها، ومازلنا نحلم ونتمنى مع هذا العام 2019 أن تتحول أحلامنا الى واقع ونتنفس هواءً نقيا، ونعيش أجواء صافية من الأمن والاستقرار والسلام بلا أحداث سيئة ولا انتكاسات. [email protected]