27 أكتوبر 2025

تسجيل

موت الفجأة

06 يناير 2016

الموت هو نهاية الحياة وانقطاعها وخاتمة الأعمال ونهايتها، كتبه الله على جميع بني آدم ولم يستثن أحدا، وسمي بالحق لأنه يزيل الغشاوة عن أعين الناس برؤية الحقيقة الساطعة ، فهادم اللذات هذا الذي يسمى "الموت" يشكل هاجساً لدى كثير من الناس، وأكثر ما يخافه المؤمن في الموت أن يباغته وهو لم يتهيأ له، وإلا فإن المقدم على الموت لمرض أو نحوه تتغير حياته في آخر أيامه، فترخص عنده الدنيا وتعظم الآخرة، فيكون ما ألمَ به من علامات الموت ومقدماته خيرا له، ذلك أن من عادة الإنسان التسويف في التوبة والعمل الصالح، وطول الأمل والرغبة في الدنيا، وكل ذلك من الغرور والشيطان.كثرت هذه الايام ظاهرة "موت الفجأة" التي استعاذ منها رسولنا الكريم في آخر الزمان وهذا من عجيب ما يقدر الله تعالى على الإنسان، حيث بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من علامات الساعة أن يكثر موت الفجأة وهو الموت الذي يباغت الإنسان بدون مقدمات فيبهته بالحق، وإننا لنرى كثيراً من حالات موت الفجأة في زماننا، فترى أحدهم قد عاجلته المنية وسدد القدر له سهامه وهو نائمٌ يتقلب في فراشه، ومنهم من يأتيه الموت وهو راكعٌ ساجدٌ وهذه الصورة من موت الفجأة هي من صور رحمة الله وكرامته لعباده الصالحين.نسيان الموت سبب للهو والغفلة والانغماس في الدنيا، كما أن تذكر الموت سبب للزهد في الدنيا والإقبال على العمل الصالح، ولذا حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على تذاكر الموت وعدم نسيانه لئلا نغفل فقال صلى الله عليه وسلم:( أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَذَاتِ)، فعلى المسلم دائماً أن يحرص على أن يكون على طاعة الله سبحانه حتى إذا باغته ملك الموت يوماً، مات على طاعة الله فينال رضوانه سبحانه ورحمته، ومن علوم الاوائل نستشرف بعض الايات الدالة على الموت لتكون عبرة لمن لا يعي نهاية الانسان.. فقبل أن يموت الإنسان المسلم يرى أشياء لا يمكن للإنسان العادي رؤيتها مثلا : — يرى ملائكة يبشرونه بالخير وأنه سيموت، ويلقى الله تعالى على حسن خاتمة. يقول الله تعالى في سورة ق "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" وجاء العلم ليثبت أن الإنسان يوضع على عينيه حاجز حيث يرى بمدى محدد ووظيفة هذا الحاجز أنه يمنعنا من أن نرى الجن والملائكة، وعندما تأتي ساعة الاحتضار يتم رفع هذا الحاجب ويرى الإنسان الملائكة وبعد ذلك يصبح عنده تشويش في الدماغ مما رآه حيث لا يمكن أن يتحدث عما يراه وتتبلد الاطراف ويحدث هبوط في القلب.ويتم نزع الروح من القدم حتى لا يهرب الانسان من ألم خروجها يقول الله تعالى "والتفت الساق بالساق" ومن المعلومات الموثوقة أن ألم طلوع الروح قدرهُ العلماء بآلاف الضربات بالسيف، وثبت علمياً أن سماع القرآن يقلل من انتشار موت الفجأه، فموت الفجأة يكون إما عاما أو خاصا، فالعام يشمل أهل بلاد وقع فيها وباء مهلك يحصد الأرواح، ويملأ المقابر، ويتساقط الناس فيه سراعا، وقد وقع ذلك كثيرا في التاريخ في القديم والحديث، وفي الشرق والغرب، والواقع المعاش خير دليل بسبب الحروب المدمرة.ربي أسالك حسن الخاتمة وحسن الممات وأن تقبض روحنا على شهادة لا إله إلا الله — محمد رسول الله اللهم آمين. وسلامتكم