12 سبتمبر 2025
تسجيلكلمة السرّ تكمن دائما في القراءة ، لأنها مفتاح المعرفة ، من امتلكها فقد امتلك كنزا ثمينا لا تقدر قيمته بثمن، ومن فقدها فقد خسر خسارة كبيرة لا تعوّض. وحتى تكون القراءة عادة جميلة، والكتاب خير جليس يجب أن يبدأ المشوار من المهد، والمهد هنا ليس مجازا بل حقيقة. فمن شبّ على شيء شاب عليه.ثمة شكوى قديمة جديدة من انفضاض الأطفال واليافعين والشباب عن المطالعة، وهجرانهم للكتاب، حتى من قبل ظهور الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، فكيف الحال وقد أصبحت الهواتف الذكية بكل ما فيها من مغرَيات ومسلِّيات متاحة بيسر بيد الصغير والكبير، تأخذ معظم أوقات الناس وتصرفهم حتى عن الحديث إلى بعضهم البعض. كثيرون لا يقرؤون أكثر من كتب المناهج المدرسية والجامعية، للصعوبة في الصبر على المطالعة، ولو اعتادوا ذلك منذ نعومة الأظفار لصارت العملية سهلة عليهم، وتجذّرت لديهم كسلوك لافكاك منه، بل لشعروا بمتعة خاصة ( متعة التنزّه في عقول الآخرين). كل الدراسات تشير إلى أهمية تعويد الأطفال على القراءة منذ السنوات الأولى، وتتحدث عن دور لأرباب الأسر في القراءة المبكِّرة، وتطلب الأمهات القراءة للأجِنّة، ومن أولياء الأمور القراءة لأطفالهم الصغار، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين لا يُقرأ لهم الأهل باكرا يبدؤون المدرسة بعوائق إضافية، فيما يصبح الأطفال قراء ناجحين نتيجة قراءة 30 دقيقة يوميا . وبالعموم القراءة للطفل ومع الطفل أهم وسيلة لتشجيعه. كثيرة هي المبادرات التي تسعى لتشجيع المطالعة ولكن قليلا منها من يتواصل دون توقف، أو يكون مخصصا للناشئة ومن أبرزها "مسابقة قطار المعرفة" التي أصبحت تقام على مستوى مدارس الوطن العربي . ولكن مالفت انتباهي مؤخرا مبادرة جديدة انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان " دفتري والقراءة 2016"، لأنها تعمل بجهود ذاتية بسيطة لكتّاب ورسامي أطفال ودور نشر ومبادرات في عالمنا العربي، ولكونها تتمتع بعدة مزايا فيما لو قدّر لها الاستمرارية إن شاء الله، ونجحت في اجتيار اختبارها الأول بسلام ونجاح / عام 2016. أهم هذه المزايا أنها تشرك الأسرة والمدرسة معا في مجال تشجيع القراءة، ولا تقتصر على أحد الطرفين، لأنها عملية متكاملة، أي أن كلّ جزء فيها يكمّل دور الآخر للوصول لطفل قارئ، كما أنها تنتظر من الأسرة الإسهام في القراءة المشتركة، فالأم تقرأ لجنينها وأولياء الأمور لصغارهم ممن لايجيدون القراءة ، كما تمتاز المبادرة بتركيزها على شرائح الأطفال والعائلات في مخيمات النزوح واللجوء، وتلك التي تعيش في ظل الحروب، وقد خصصت جائزة بعنوان: التحدي للعائلات التي تعاني من ظروف استثنائية، وأخرى للمرأة الحامل والجنين . نحن محتاجون لمزيد من هذه المبادرات، من أجل إحداث تغيير عربي لجهة القراءة والمطالعة، ودعم المبادرات القائمة حاليا، والحث على الترويج لها والتعريف بها، ومن ثم تفاعل الشرائح المستهدفة معها خلال العام الحالي ، والمشاركة في مسابقتها. أعجبتني الدوافع وراء إطلاق المبادرة .