17 سبتمبر 2025

تسجيل

اللقاء التشاوري بين وزير التعليم والكتاب

06 يناير 2015

من دواعي سروري حضوري الدعوة الكريمة من سعادة وزير التعليم والتعليم العالي ومسؤولي المجلس الأعلى للتعليم مع العديد من الزملاء الكتاب وأصحاب الأعمدة يوم الأحد الماضي الموافق 28/12/2014 على طاولة مناقشات شرسة تميزت بالشفافية والوضوح بين السادة الحضور، وبداية نود تقديم الشكر للمجلس على فكرة اللقاء نفسها لما لها من أهمية بعيدة المدى، لمواجهة كافة التحديات التي يواجهها المجلس والقائمون عليه، إداريا أوطلابيا أودراسيا في آن واحد، ويليها على سعة الصدر التي تميز بها سعادة الوزير والسادة المسؤولون وماوجه إليهم من انتقادات في سياسة منظومة العملية التربوية استقبلوها بحكمة واتزان، وذلك نابع من محاولة الوصول لحلول جذرية للقضاء على كافة المعوقات التي تعرقل حركة السير التربوية والتعليمية وذلك لايأتي إلا بالأبواب الفكرية المفتوحة من كافة الاتجاهات سواء كان من المسؤولين والقائمين على تنفيذها والإداريين والخبراء والاستشاريين والإعلاميين والمعلمين وأولياء الأمور ولانستطيع أن نتجاهل أي عضو من هؤلاء الأعضاء لما لهم من دور حيوي وفعال في مسيرة التربية والتعليم، وقد تم من خلالها مناقشة العديد من القضايا التربوية، ووجهت لها انتقادات شديدة وعلى رأسها الامتحانات الوطنية وما الفائدة التي تعود من ورائها على الطلاب مابين مؤيد ومعارض والضبط السلوكي وتفعيل دور مجلس الأمناء وكيفية استقطاب الشباب القطري من الجنسين للانخراط في العملية التربوية وزيادة عدد الاختصاصيين الاجتماعيين لتخفيف الأعباء الإدارية وغيرها من القضايا التي طرحت وربما أتيحت الفرصة للبعض في النقاش ولم تتح للآخريين، للمشاركة في الرأي نظرا لكثرة المداخلات والتعقيب عليها من الطرفين، ولذا نأمل في مزيد من هذه اللقاءات، والتي بالفعل تسهل للسادة المسؤولين وضع أيديهم على نصب المعوقات وكيفية توظيفها مع رؤية المجلس حتى تسير في إطار موحد تخفف من حدة التوترات الإدارية التي نشهدها الآن بصورة لم نكن نتمنى أن نراها ولكنها أمر طبيعي نظرا للانفتاح التعليمي والثقافي والاقتصادي الذي تمر به قطر في الوقت الحالي، وهى مابين النمط التقليدي القديم والحداثة في آن واحد، ولذا لمواجهة هذه الرياح الثقافية التعليمية الجديدة لانستطيع أن نلقي اللوم على جهة أو مسؤول دون الآخر ولكن المنظومة التعليمية هي مسؤولية مشتركة بين أصحاب القرار من القيادة التربوية والقائمين على تنفيذها ولذا لابد لرؤية المعوقات من جذورها، ويكون هناك تكاتف مشترك بين الأطراف وأن يكون الهم الشاغل للسادة القياديين والإداريين والتربويين وأولياء الأمور المصلحة العامة للتعليم، وهي كيفية النهوض به وبأبنائنا بعيدا عن الأهواء الشخصية والأحزاب التربوية وسلسلة التفكك الإداري والتربوي والقيادي وعدم إعطاء فرصة للكثيرمن المسؤولين للغصلاح نتيجة المصالح الشخصية، والضحية هم الأبناء والطلاب وكل من يجد نفسه على بينة ويناضل بالأفكار التي تشتت من يحيطون به سواء كان من المجلس أو خارجه وغابت العقول عن الهدف الأساسي، وهو التطوير ومصلحة الطلاب والوطن، تسخر الدولة ميزانية كبرى ونحن ندور في نفس الدائرة وبحاجة ماسة إلى تعديل القرارات التربوية فيما يتعلق بالمناهج الدراسية وربما الفكرة تكاد ترفع من مهارة الطلاب وربما لم يتم تطبيقها بالصورة الفعلية كما نوه لها وإضافة إلى ذلك لابد من التركيز في المقام الأول على عودة المعلم القطري بهيبته وفكره التربوي والثقافي داخل الصفوف الطلابية، لما له من دور حيوي في التأثير على العملية التربوية، وذلك من خلال تسليط الإعلام وتخفيف الأعباء الورقية والإدارية علية نظرا للضغوطات اليومية التي يعاني منها الجميع والمسألة هي ليست فقط زيادة الرواتب وتفخيم الجوانب المالية وعدم معالجة التحديات النفسية والتربوية التي يعاني منها المعلم ودعته إلى العمل بمؤسسات أخرى بالدولة، وبحاجة ماسة أيضا إلى إلقاء الضوء على كافة الآراء المجتمعية من أصحاب الرأي وكيفية توظيفها في ضوء رؤية قطر وتمثيل عدد من السادة المسؤولين ذات التأثير المجتمعي بصورة دائمة في الرد على كافة المعوقات والتساؤلات بصورة مقنعة وواقعية نابعة من هموم أولياء الأمور والطلاب أنفسهم ويليها نأمل عودة التعاون المشترك بين الأسرة والتعليم وأن تكون كافة الانتقادات الموجهة للطرفين تحمل النقد البناء للمصلحة العامة وهم الطلاب وعدم تسليط الضوء على جانب دون الآخروأن يكون هناك تركيز بصورة أكبر على المراحل الأساسية في التعليم من أساسيات اللغة العربية ومفرداتها وغرس مفاهيم القيم التربوية والثقافية والوطنية في نفوس الناشئين ولنسعف ما يمكن إسعافه مما نراه في السنوات الأخيرة من طلاب ينهون المراحل الإعدادية ولايستطيعون كتابة جملة صحيحة في اللغة العربية ونفاجأ بحصولهم على نسب عالية وحتى مستوى ثقافة الطالب وحصيلته التربوية لاتحمل في نهاية العام سوى عديد من الأنشطة والفعاليات التي شارك فيها طوال العام وإضافة إلى الثقافة الإلكترونية الهشة، ولذا كلنا أمل الأيام المقبلة أن تتعافى المسيرة التربوية والتعليمية بتكاتف الجميع وكل صاحب قرار صائب ينصب لصالح الطلاب والوطن.