29 أكتوبر 2025

تسجيل

الفدائي فدا الوطن

06 يناير 2015

مع اقترابنا أكثر وأكثر من انطلاق نهائيات كأس أمم آسيا بنسختها السادسة عشرة و التي ستحتضنها أستراليا اعتبارا من يوم الجمعة القادم ، يتزايد ترقب الشارع الرياضي في الوطن العربي لما ستقدمه المنتخبات العربية من عروض في البطولة في ظل تواجد عربي غير مسبوق بتسعة منتخبات عربية تمثل أكثر من نصف عدد المنتخبات المشاركة في البطولة . فإن كانت الآمال تنصب حول بعض المنتخبات العربية لمنافسة كبار آسيا للوصول الى الأدوار المتقدمة و لم لا لإحراز اللقب و إعادته إلينا بعد أن توجت به اليابان في آخر مرة عام 2011 ، فإن هناك منتخبات يعتبر تواجدها ما بين أفضل 16 فريقا آسيويا هو بمثابة الإنجاز والفخر بحد ذاته و أول تلك المنتخبات هو المنتخب الفلسطيني المكافح والذي استطاع خطف بطاقته الى النهائيات القارية لأول مرة بتاريخه عن جدارة واستحقاق بعد فوزه بلقب كأس التحدي صيف العام الماضي . فبالرغم من التاريخ الكبير للكرة الفلسطينية وبكون اتحادها الكروي تأسس عام 1928 و تعتبر من أعرق دول عرب آسيا ممارسة للعبة حينما واجهت مصر في تصفيات مونديال إيطاليا عام 1934 إلا أن ظلم الاحتلال وتقويض الهوية الفلسطينية أثر بالسلب على مسار اللعبة في الأراضي المحتلة ، لكن في ظل التخطيط السليم من خلال تطوير اللعبة والاعتماد على دوري المحترفين منذ سنوات قليلة من الآن في مناطق الضفة الغربية ساعد على تطوير المنتخبات الفلسطينية لتكسر العزلة التي فرضت عليها و يتمكن اللاعب الفلسطيني من تحقيق الإعجاز مع كل ما يعيشه من عدوان و الظلم اليومي من قبل العدو الصهيوني والذي لم يستثن الرياضي الفلسطيني بتدمير حتى مقرات الاتحادات، الملاعب والاعتداء البدني والنفسي المتواصل على لاعبينا . فتواجد المنتخب الفدائي في أستراليا وبعيدا عن النتائج التي سيحققها هو بحد ذاته انتصار لكرة القدم الفلسطينية و للشعب الفلسطيني ككل للإبراز ليس فقط أمام شعوب القارة الصفراء بل أمام أعين العالم الذين سيتابعون البطولة بأن هناك شعبا صاحب قضية مازال ينبض في كل المدن الفلسطينية إن كان في القدس الشريف ، نابلس ، رام الله ، غزة وغيرها من المدن و يحلمون برفع راية بلدهم في كل المحافل القارية والدولية .. فالفدائي ستكون مهمته في أستراليا أن يفدي وطنه بالغالي والنفيس .