17 سبتمبر 2025

تسجيل

كشف زيف أصول الفكر الصهيوني

06 يناير 2012

منذ تنظيم الحركة الصهيونية تنظيماً عملياً أواخر النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، سعت الدعاية الصهيونية إلى أن ترسيخ ثلاث أكاذيب أصبحت كالمسلمات التي تحرك الفكر الاستراتيجي الصهيوني على مختلف مساراته: السياسية، الاقتصادية، للاجتماعية، التربوية، والإعلامية.وتتمثل تلك الأكاذيب في:- 1- فلسطين هي أرض الميعاد.2- اليهود هم شعب الله المختار.3- العرق اليهودي أسمى من بقية الأعراق البشرية.وهذه الأكاذيب ليست قديمة قدم الديانة اليهودية، لكنها ولدت ونمت خلال القرن التاسع عشر على أيدي نفر من الصهاينة الأوائل الذين ابتدعوا مفهوم (الصهيونية) وحوّلوه إلى أيديولوجية تجتمع حولها طوائف اليهود المشتتين - آنذاك – في أنحاء العالم كافة. ومنهم: موسى هس، والحاخام إلكالاي، والحاخام زفاي هيشر، ثم المؤسس الحقيقي لحركة تسييس الصهيونية ثيودور هرتزل. واستمر الترويج لتلك الأكاذيب عالمياً بتنظيم وإتقان من 1812- 1897م حين انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا. ويحسن بنا قبل أن نفند هذه الأكاذيب الثلاث أن نوضح فروقاً ضمتها قائمة التعبيرات الصهيونية التي تم ضبطها تبعاً لمعجم (المفردات الصهيونية) لبربارا ويل وتم تحديثها بواسطة دكتور جودي روزين. وهذه القائمة متاحة لمن يريد الاطلاع عليها على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) في موقع: http: 11 w.w.w.jajz-ed. Org.il11001gloss/index. Htm1 وهذه الفروق – المتضمنة في قواميسهم – توضح لنا تركيز اليهود على التفرقة الدقيقة بين المصطلحات الصهيونية فهناك:- * الصهيونية الثقافية Cultural Zionism التي تؤمن – كما يقول قاموسهم – بأن الاستيطان الناجح وإعادة إسكان أرض إسرائيل (فلسطين) يستند إلى الحاجة لإعادة إحياء الثقافة اليهودية، واللغة العبرية، وبالتالي يمكن أن تصبح أرض إسرائيل (فلسطين) مركزاً ثقافياً وروحياً مهماً لليهود. بمعنى أنها تجتذب اليهود إلى ما تسميه الصهيونية (أرض الميعاد). وهذه الصهيونية الثقافية قامت أساساً على أفكار الحاخام (آهاد). * الصهيونية الواقعية: Practical Zionism وهي من المظاهر المبكرة للحركة الصهيونية الحديثة. وهي تنادي بعودة اليهود إلى أرض إسرائيل (فلسطين) والاستيطان بها دون حاجة إلى اتفاق سياسي مع أي طرف آخر. * الصهيونية الدينية: Religious Zionism وهي تؤمن بأن القومية اليهودية ليست مجرد هدف سياسي، بل هي هدف ديني يجب تحقيقه في شكل " وطن " لليهود في أرض فلسطين، وطن يقوم على الربط بين التوراة (الدين) والعمل الواقعي. * الصهيونية التركيبية: Synthetic Zionism مصطلح صاغه تشايم وايزمان Chaim Weizmann وهو ينادي بمزج الأهداف السياسية للوطن اليهودي مع الأهداف الواقعية للاستيطان والعمل والثقافة اليهودية في أرض إسرائيل (فلسطين). مناقشة موضوعية: وقد أثبتنا هذه الفروق حرفياً كما هي منشورة على موقعهم الذي ذكرناه على شبكة المعلومات الدولية حتى لا يُقال إن ما سيأتي من مناقشتنا لأكاذيبهم يستند إلى أوهام أو إلى افتراءات عربية. فهم بأنفسهم يعترفون بأن لديهم أربعة ألوان من الصهيونية هي في حقيقتها أربع وسائل لهدف واحد هو: سلب أرض الفلسطينيين واعتبارها وطناً لليهود. 1- أكذوبة أرض الميعاد: يستند اليهود في ترويج هذه الأكذوبة إلى نص العهد القديم (التوراة) يقول فيه الرب مخاطباً إبراهيم الخليل ((لنسلك - أي لذريتك – أعطي هذه الأرض: أرض كنعان)). والمعروف من تراث اليهود أن لهم إلهاً يسمونه (يهوه) غير إله إبراهيم عليه السلام. فإله إبراهيم – عليه السلام – هو الله سبحانه وتعالى خالق السماء والأرض وأي إله يا ترى صاحب هذا الوعد؟ إن كان هذا الوعد من إله إبراهيم فهذا كذب على الله تعالى. فقد صرَّح القرآن الكريم بقطع الصلة بين إبراهيم وبين من جادلوا فيه بعد عصره من اليهود والنصارى. فقال سبحانه وتعالى: " يأهل الكتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ في إبراهيمَ وَمَا أُنْزِلَت التَّوراةُ والإنْجيِلُ إلاَّ مِنْ بَعْدِه. أفلا تعقلون؟! " [ آل عمران / 65 ] ومن المعروف أن تدوين التوراة تم بعد عهد نبي الله إبراهيم بنحو ألف وثلاثمائة سنة، وبعد عصر نبي الله موسى بنحو سبعمائة سنة، وعلماء الآثار يفصلون بين عصر إبراهيم ويعقوب وإسحق ويسمونه (عصر الآباء الجوالين) من جهة. وبين عصر موسى من جهة أخرى. وهذا ما أكده القرآن الكريم حين نفى أن يكون إبراهيم يهودياً أو نصرانياً. وعلى هذا، يستحيل أن يكون الوعد " المزعوم " صادراً عن رب إبراهيم سبحانه وتعالى. وإذا كان الوعد صادراً عن الله سبحانه وتعالى لنسل إبراهيم، فما الذي حصر نسل إبراهيم في اليهود وحدهم؟ أليس إسماعيل أبو العرب أخا إسحق أبي يعقوب؟ فما الذي يمنع – إن صدق الوعد – أن تكون الأرض لعرب فلسطين؟إن علم التاريخ وعلوم الآثار تدل على أن إبراهيم – عليه السلام – من الجزيرة العربية وكانت موطن آبائه وأجداده الأصليين قبل أن يهاجروا إلى بلاد دجلة والفرات. وهم ممن يُطلق عليهم " العرب البائدة " في تلك الكتب ولما أمر الله تعالى إبراهيم ببناء بيته الحرام في مكة كان ذلك إيذاناً ببدء نشر دعوة التوحيد (الحنيفية السمحاء) التي كان يتعبد بها إبراهيم عليه السلام قال تعالى: " ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه، وهذا النبي، والذين آمنوا، والله ولي المؤمنين " [ آل عمران / 68،67 ] فالرابطة الحقيقية بين عصر إبراهيم – عليه السلام – والعصور اللاحقة له، هي رابطة الإيمان الخالص الذي لا تشوبه شائبة من غرض أو هوى. ومن ثم فإن أقرب الناس صلةً بإبراهيم هم أولئك الذين آمنوا بنبوته في عصره. ثم محمد – صلى الله عليه وسلم – والذين آمنوا بنبوته. هذا هو بيان القرآن الواضح في دعوى أرض الميعاد المزعومة ومحاولة الالتصاق بإبراهيم عليه السلام. 2- أكذوبة " شعب الله المختار ": من الحيل اللاشعورية المعروفة لدى علماء الصحة النفسية ما يسمى عندهم بـ " الإسقاط " ومعناه أن يُسقط الإنسان ما بداخله من نقائص أو عيوب على غيره – في محاولة لا شعورية منه للتكيف الاجتماعي – بحيث يمكن بسهولة أن نستدل على حقيقة الإنسان وخفايا نفسيته من خلال مراقبة الاتهامات التي يوجهها للآخرين.هذا هو ما فعله اليهود تماماً، فهم يعلمون عن أنفسهم أنهم أحط البشر وأنهم أكثر البشر عدواناً على حقوق الله سبحانه وتعالى، فقد كفروا به وقتلوا الأنبياء، وفعلوا ما لم تفعله غيرهم من الأمم من المعاصي والخطايا وكانوا – في جميع العصور – مضرب المثل في التهاون بتعاليم الله وأوامره ونواهيه. وبدلاً من أن يستغفروا ويتوبوا ويلتزموا جادّة الطريق، تمادوا في غيِّهم وزعموا أنهم أقرب الناس إلى الله – تعالى- وأنهم آمنون من غضبه وسخطه. وهكذا زادوا غيَّاً على غيِّهم. وظلماً على ظلمهم. وبلغت بهم درجة الوقاحة والادعاء بأنهم " أحباب الله ". اختارهم من بين عباده ليكونوا صفوته من خلقه. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً. إن هذا الاتهام الباطل والتطاول البشع على ذاته – سبحانه – ليس الوحيد من بني إسرائيل فقد اتهموه – جل شأنه – بما هو أبشع مما يعف عنه اللسان والقلم. ولا نجد ضرورة لإثباته هنا لما فيه من بذاءة وتطاول. ولأننا هنا معنيون – فقط – بتناول ما له صلة بدعوى (التفوق العرقي) التي يروج لها اليهود. إن الله تعالى عادل، ولا يجوز في حقه – سبحانه – أن يُقال إنه منحاز إلى هذا الفريق أو ذاك من عباده. قال تعالى: " وَقَالتِ اليهودُ والنَّصارى: نَحنُ أبناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُه قُلْ: فَلَمَ يُعذِّبكُمْ بِذُنُوبِكمْ؟ بل أنتم بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ!! يَغفِرُ لمنْ يَشَاءَ ويُعذِّبُ مَنْ يَشَاءُ.....". [ المائدة / 18 ] لا دليل لهم: واليهود في دعواهم هذه بأنهم شعب الله المختار، لا يقدمون دليلاً علمياً أو تاريخياً أو دينياً. وإنما هو محض " وهم " اختلقه ساستهم وسادتهم وصدقوه. وفي مقرراتهم الدراسية كتاب مأخوذ عن مؤلف وضعه الحاخام [يهودا هاليفي] تحت عنوان (كتاب الكزوي) خلاصته أن أول مخلوق خلقه الله – سبحانه وتعالى – هو آدم وكان يتسم بالكمال المطلق – في زعمهم – وأنجب آدم عدداً من الأنبياء كان أكملهم شيث الذي أنجب بدوره عدداً من الأنبياء كان أكملهم " أنوش "... وهكذا ينتقلون بالأفضلية والأكملية من نوح إلى سام إلى أرفكشاد إلى شالح ثم إبراهيم فإسحق فيعقوب ثم يقولون ".. وكان أبناء يعقوب كلهم جيدين!! فلم يعد هناك حاجة إلى استمرار الاصطفاء!! ". ما الدليل على صحة هذه الأكذوبة؟. لقد فعل بنو إسرائيل (= أبناء يعقوب) ما لم يفعله غيرهم من سفك الدماء وارتكاب المعاصي، واتهام الأديان الأخرى – كالمسيحية والإسلام – بأبشع الصفات. فهل هذه هي صفات الشعب الذي يختاره الله – سبحانه-؟ 3- أكذوبة نقاء العِرقْ اليهودي: تتصل هذه الأكذوبة – إلى حدٍّ ما – بسابقتها، فاليهود يزعمون أنهم وحدهم – دون سائر البشر – ينتسبون إلى سام بن نوح. وقد كان أول من نشر مفهوم " الساميَّة " العالم النمساوي " سلوتزر " عام 1781م وكان يقصد بها تلك الشعوب التي تزعم أنها من نسل سام بن نوح. وتبنى علماء الغرب وكتَّابه هذه الخرافة التي لا يدل عليها أي دليل علمي تاريخي قاطع. كما تفتقر إلى أي أساس لغوي أو لهجي يمكن اعتماده دليلاً على صدقها. بل إن العكس هو الصحيح. فالكنعانيون – سكان فلسطين الأوائل – هم الساميون العرب الخُلَّص. فقد ورد اسم [ العرب ] في الكتابات البابلية والآشورية. كما أطلقه الفرس واليونان على سكان الجزيرة العربية منذ ألف سنة قبل ميلاد المسيح. [email protected]