12 سبتمبر 2025

تسجيل

عندك تذاكر؟

05 ديسمبر 2022

"من قطر 2022 اللبيب يفهمُ" الأسبوع الماضي إلى الدور الـ16 من مباريات بطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™️، حيث تستمر المشاهدات التي يحكيها القلم. وأولها الروابط الأُسرية وفرص التواصل التي ازدهرت في هذه البطولة بشكل عفوي تلقائي جميل حيث يردك ذلك الاتصال الهاتفي من قريب أو صديق بعيد عنك جغرافيًا ليقول لك: "أنا مُتوجه إلى قطر سأراكم قريبًا" هو شعورٌ مفرح ومُطمئن، وكأن هذه البطولة تمسحُ تعبنا الذي غرسه كوفيد-19 في بيوتنا، فمن لم نرهم منذ أعوام بسبب جائحة كوفيد-19 سيحطون رحالهم في قطر ليكونوا جزءًا من حدث عالمي ينشر السعادة. في مشهد آخر له أهمية بالغة هو اجتماع أفراد الأسرة معًا وتواصلهم اليومي حيث التجهيز للذهاب إلى الاستاد سويًا، أو لمشاهدة المباريات في مناطق المشجعين أو المقاهي والمطاعم، والتقاط الصور بين أعضاء الأسرة، منهم من يرتدي قميص المنتخب البرازيلي وآخر يستهجن مرتديًا قميص الأرجنتين، وتلك الطفلة التي - وإن لم تُدرك ما يحدث حولها إلا أن الطاقة الإيجابية والتشجيع اللافت - يدفعها لاختيار اللون المفضل لديها قائلة بعفوية "جووو بلوو". من الأجواء العائلية واللقاء بين الأصدقاء في الداخل والخارج إلى الكرة التي أعادت للأطفال قيمة اللعب خارج حدود الغرفة، وبعيدًا عن شاشة الألعاب الالكترونية، حيث تزينت الحدائق وباحات المباني الخارجية وساحات اللعب في الأماكن العامة، والمجمعات التجارية بكرات قدم ضخمة وزينة رياضية لافتة للنظر تثير اهتمام الطفل وفضوله لاستكشاف ماذا يحدث هناك؟ ويُدركوا أن لعب كرة القدم فعليًا لا افتراضيًا له نكهة مختلفة ومميزة. وفعليًا، في الأسبوع الماضي، تفاديت الكرة التي اتجهت نحوي ثلاث مرات في ثلاثة أماكن مختلفة بقطر، وكم كان لطيفًا لعب "الصبيان" الذين يرتدون قمصان منتخباتهم المفضلة، يُمررون الكرة بين المشاة بفخر وكأنهم نجوم. وبينما يحاول أحدهم الاستئثار بالكرة، صبي آخر يُسير فوق رؤوسهم طائرة بلاستيكية صغيرة ومضيئة، مُدعيًا تصوير مباراة أصدقائه جويا في محاكاة ما يجري في الملاعب، وكأن هذه البطولة ألهمتهم المهن التي يحلمون بها. أما الجملة التي أصبحت رائجة جدًا في قطر ويتداولها الناس بينهم سواء عبر التواصل الهاتفي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي فهي: "معك تذاكر؟" من لم يكترث بكرة القدم أصبح يبحث عن فرصة لحضور مباراة واحدة على الأقل، لأنه يرغب بأن يكون جزءًا منها. ومع بداية هذا الأسبوع، تحية تقدير لكل العاملين خلف الكواليس، ممن لا تظهر وجوههم على الشاشات، ولا أسماؤهم على البطاقات واللافتات ولا يتلقون الدعوات، إلى الذين يعملون يوميا لتوفير هذه الأجواء ولا يعيشونها لكم ألف سلام وتحية. أنتم من تكتبون هذه الحكاية.