19 أكتوبر 2025

تسجيل

لا تتسرع بإطلاق الأحكام

05 ديسمبر 2018

سافر المدير في إجازته السنوية، وأثناء عودته، وعند وصوله لمطار بلده، شاهد أحد الموظفين صدفة في المطار وهو عائد من السفر أيضاً، حرص المدير على ألا يشاهده الموظف، لذلك كان يبطئ خطواته حتى لا يلحظه ذلك الموظف. في اليوم التالي عاد المدير للعمل، وكانت أول مهمة يقوم بها هي الدخول على نظام الإجازات الإلكتروني للتأكد من أن الموظف الذي رآه في المطار قد قدم إجازة رسمية، ولم يكن متهرباً من العمل أثناء غياب المدير، فوجد أن الموظف لم يقدم على أي إجازة، فشعر المدير بالفخر وكان مزهواً بنفسه وهو يكشف حيلة الموظف المتسيب. كتب المدير رسالة إنذار واستنكار شديدة اللهجة للموظف عن الجريمة الذي ضبطه وهو يرتكبها، ولا مناص له من التحايل أو الإنكار، فقد شاهده بأم عينيه، تفاجأ الموظف بالرسالة الغريبة، ورد على المدير بأنه سافر لسبب عاجل، وقد قام بإرسال رسالة بالجوال للشخص الذي فوضه المدير لتسيير عمل الإدارة أثناء إجازته، ولم يتسن له بعد تقديم طلب الإجازة في النظام الإلكتروني، وقد أخبر الشخص المفوض بأنه سيقدم طلب الإجازة في النظام الإلكتروني بعد عودته. حاول المدير عبثاً تدارك الموقف المحرج الذي أوقع نفسه فيه والخروج منه، ولكنه بعد فوات الأوان، فقد أفسد المدير علاقته مع جميع الموظفين الذين علموا بقصة زميلهم، وأظهر نفسه بمظهر المحقق البغيض الذي يبحث عن أي مخطئ ليقدمه للعقاب، مما أفسد الأجواء والعلاقات في العمل. لا تحكم على المواقف من ظاهرها، فقد يخفى عليك التفسير الحقيقي للموقف، ولا تنتظر زلات وأخطاء الموظفين وتستغلها لإيقاع العقوبة، بل – إن وجدت - فحاول تصحيحها وتقويمها بالحسنى، وابنِ علاقة منفتحة مع الموظفين، واستمع إليهم قبل أن تطلق أحكامك. Twitter: khalid606