13 سبتمبر 2025
تسجيللماذا هدد الرئيس أردوغان بتصعيد قضية مقتل جمال خاشقجي إلى ردهات الأمم المتحدة التي قال إنه يمكنها فتح تحقيق دولي تحت إشرافها المباشر بكشف ملابسات هذه الجريمة التي ترفض السعودية التعاون مع سلطات بلاده بشأنها؟! وهل سيفيد حقاً هذا التهديد في إثارة سلطات الرياض ودفعها للتعاون أكثر أم أن هذا هو الحل الذي لربما يكون المنقذ الذي ينتظره محمد بن سلمان لطمس معالم هذه الجريمة ونسيانها للأبد؟! في رأيي لا يبدو أن التحقيق الدولي سيكون الحل الأمثل الذي يمكن أن تلجأ له أنقرة وتظن بعده أنها ستصل مع المجتمع الدولي المهتم بحقيقة هذا الحادثة المروعة إلى نهاية مرضية وشفافة فيها، فكلنا يعلم بأن هناك جرائم وحشية حدثت سواء حوادث جماعية راح ضحيتها مئات وعشرات من المدنيين كما رأينا في سوريا وبورما واليمن وفلسطين والعراق وليبيا والكثير من المجتمعات التي ارتكب المجرمون فيها مجازر لا تحصى وتم تكليف فرق تحقيق أممية للبت في ملابساتها لتموت بعدها ويعيش المجرمون ويضيع حق القتلى!، ولذا لا يبدو التهديد التركي بتدويل جريمة خاشقجي مناسباً أمام المماطلات السعودية التي تدين حكومتها وتدفع بحكومات دول العالم إلى التيقن شيئاً فشيئاً من تورط رأس الهرم في السعودية من هذه الجريمة الوحشية التي هزت العالم بأسره، ونعلم جيداً أن الموقف الأمريكي المخزي وتحديداً للبيت الأبيض ورئيسه ترامب وأعضاء حكومته المقربين كان له دور كبير في رغبة تركيا اليوم لنقل الملف من أنقرة إلى ساحة الأمم المتحدة لتتولي شأنه بالصورة التي تظن تركيا أنها ستكون الأفضل لكشف الحقيقة كاملاً، فترامب على ما يظهر ذلك جلياً سخّر نفسه مع حكومته للدفاع عن ولي العهد السعودي منذ تفجر هذه القضية وانتشار رائحة تورط هذا المتهور فيها كآمر فعلي على ارتكابها مما عزا بسلطات تركيا إلى الشعور بأنها قد تواجه في حربها القضائية والإنسانية في هذه الجريمة التي ارتكبها السعوديون على أرضها طرفين وليس طرفاً واحداً، وربما وجدت تركيا نفسها أن تلويحها بتدويل هذه القضية سيجعل السعودية في دائرة الشبهات أكثر واعتبار حكومتها مجرمة حرب سيضاف إلى سجلها بجانب تصفية خاشقجي بهذه الخطة الخبيثة حربها الدامية ضد المدنيين في اليمن ووقوع آلاف القتلى من الأطفال والنساء والرجال الذين لا ناقة لهم في سياسة الحوثيين ولا جمل لاسيما استهدافها للمدارس وحافلات الطلاب وصالات الأفراح والعزاء. اليوم تبدو السعودية أكثر أماناً بعد شهادات ترامب المتكررة لصالحها، كما لا يبدو أن هاسبل مديرة الاستخبارات الأمريكية والتي من المتوقع أنها قدمت الأمس شهادتها على مقتل خاشقجي وما تم سماعه من الاستخبارات التركية من تسجيلات صوتية لم تعلن كاملة ولم يتم إذاعتها حتى الآن ستكون مختلفة نوعاً ما عما يتوقعه البعض في أنها ستحدث قنبلة في تغيير مسار الموقف الأمريكي الرسمي!، ولكن وكما قال أردوغان إن غداً لناظره قريب ولا يمكن وإن طالت الأيام أن تتوقف لحظة الحقيقة إلى ما يريده القاتل وليس المقتول ! فاصلة أخيرة: لن يذهب دم خاشقجي هدراً كما لن تذهب دماء أطفال اليمن هباء، فهما يشتركان بنفس القاتل !. [email protected]