27 أكتوبر 2025

تسجيل

"بيض الله وجيهكم ياهل الكويت"

05 ديسمبر 2017

ونحن في الشهر الأخير من السنة الجارية 2017م لا يسعنا إلا أن ندعو الله عز وجل أن يلتئم الشمل الخليجي ويزيح الغمة التي شابت العلاقات الأخوية بين دول الخليج العربية، التي تربط بين أبنائها وقياداتها جذور ضاربة في التاريخ، ومصير مشترك لا يمكن تغافله مهما سولت نفوس العابثين تشويهها بتصرفات مفتعلة ما فتأت تطل برأسها الشائن حتى وقف لها المخلصون والمحبون من أبناء الوطن الخليجي الواحد بالمرصاد واستطاعوا منذ الشرارة الأولى وقف انزلاق رأس الأفعى داخل الجسد القطري وعروا المؤامرة الدنيئة التي كشف حينها وجود خيوط واصابع شريرة خلفها لم تنطل على العقلاء من أبناء الخليج الواحد. من المواقف المفرحة حقا عدم انسياق الكويت قيادة وحكومة وشعبا إلى الأكاذيب والمؤامرات التي تتابعت وانتشرت كالنار في الهشيم بعد نشر تصريحات ملفقة لسمو أمير قطر "حفظه الله" من قبل جهات إعلامية خليجية وعربية "للأسف الشديد" أججوا خلالها نعرة الفتنة وأرادوا بالمنطقة شراً مستطيراً إلا أن الله بقدرته وبوعي العقلاء من أبناء الخليج استطاعوا أن يخمدوا تلك الفتنة وانقلب السحر على الساحر "كما اتفق الجميع على ذلك". نحن نثمن موقف دولة الكويت الشقيقة في لم شمل قادة دول الخليج تحت سقف واحد لمعالجة تداعيات الأزمة المفتعلة التي أرادت ضرب الوحدة الخليجية، وما حضور حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لهذه القمة ولقاؤه بأخوته تحت رعاية سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح إلا تأكيد لتلك العلاقات المبنية على أسس قوية وأواصر من المحبة قوامها الأخوة والمصير المشترك تدعمها متانة وعمق العلاقات بين الأشقاء بدول مجلس التعاون.  بدون شك إن حضور سمو أمير دولة قطر "حفظه الله" للكويت للمشاركة في أعمال قمة مجلس التعاون التي كادت أن تعصف بها الأهواء والمزاجيات المنحرفة أكبر دليل على تغليب الحكمة، ألا أن المحللين لم يستبعدوا طرح ملفات ساخنة خلال القمة أبرزها ملف العلاقات الخليجية.   لم نستبعد نحن المطلعين في قطر بروز دور كويتي للتهدئة بين دول الخليج على خلفية أزمة التصريحات الملفقة نظرا لما يتمتع به الشيخ صباح الأحمد من حنكة وعقلانية في معالجة الأزمات، ولتوافر نوايا صادقة تتصف بها الحكومة الكويتية من بعد نظر مقدر، نذكر في بداية الأزمة تأكيد نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله بقوله "إن عراقة تجربة دول التعاون قادرة على استيعاب كل هذه الأمور وغيرها". سجل العلاقات القطرية - الكويتية حافل بالعلامات المضيئة على مدار تاريخه القديم والحديث، ومواقفها تسير وفق رؤية القيادتين الرشيدتين التي تعكس رسوخ علاقات البلدين وحرصهما على التمسك بمبادئ الوحدة والتكاتف وتجنيب المنطقة أي توترات والعمل على حل أي مشكلات تحت مظلة مجلس التعاون بعيدا عن التراشق الإعلامي الذي وقعت فيه بعض الفضائيات المسمومة، والتي وصفها بعض الكتاب الكويتيين بأنها فضائيات النفاق والفتنة. الشواهد تثبت وجود ارتباط مصيري وأسري ورسوخ في العادات والتقاليد إلى أبعد الحدود بين أبناء دول الخليج العربية، ويذكر أهل قطر لسمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت مبادراته وحرصه المبكر على اللقاءات المباشرة مع القيادة القطرية، حيث كان سموه أول قائد خليجي وعربي يزور الدوحة ويهنئ سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. مرحبا بلقاء زعماء الدول الخليجية وندعو الله أن يبارك جهودهم لما فيه الخير والسلام . وسلامتكم