15 سبتمبر 2025

تسجيل

القلم أمانة عند من يحمله فلا يفتري حامله

05 ديسمبر 2017

الأزمة الخليجية الراهنة الواقعة بين دول مجلس التعاون أخرجت على السطح الوجوه الحاقدة في المنطقة والأقلام المفترية والعقول المغلقة عن رؤية الحقيقة. الأزمة الخليجية تسير في شهرها الثامن وبعض كتاب وصحف دول الحصار ما انفكوا يرددون أقوالا وأفعالا وينسبونها إلى الغير، يختلقون معلومات لا تمت إلى الحقيقة بصلة بهدف تشويه سمعة دولة قطر واستعداء الرأي العام الخليجي والعربي على قطر. إنهم يكذبون ويصدقون أكاذيبهم، إنهم يستأجرون أصحاب الأقلام الذين لهم القدرة على تزييف الحقائق وترويج الأكاذيب، إنهم كالشياطين "والشياطين كل بناء وغواص". قرأت مقالة لأحد كتاب الأزمات في صحيفة تابعة لأحد دول الحصار المفروض على قطر وضع لها عنوانا جذابا، يتحدث صاحب المقال عن "منظمة حقوق الإنسان العربية" وقال إن قطر تملك (كما ذكر) "شبكة من المنصات الإعلامية والدكاكين المنثورة بالعواصم الغربية لتصبح وسيلة من وسائل التهديد والتهويش". لكي يكون صاحب القلم المعني وغيره من الكتاب الساعين للارتزاق عند كل أزمة أو خلاف بين الأشقاء مقنعا عليه أن يبحث وأن يتأكد من المعلومات التي يوردها في مقاله، ولا يلجأ إلى تضليل القارئ إن أراد أن يقدم خدمة للنظام السياسي المستأجر، لأن القارئ العربي لم يعد يقرأ صفحة واحدة، إنه يلاحق وسائل الإعلام عبر الأجواء المفتوحة لكي يصل إلى الحقيقة.  السؤال الموجه لذلك الكاتب: هل أجرى استطلاعا يعتمد عليه أو لديه مصدر محايد لمعرفة "الدكاكين الإعلامية المنثورة بالعواصم الغربية التي يقول بها، لمن تتبع؟" أعتقد أن ذلك الكاتب أراد أن يقول بطريقة غير مباشرة إن دول الحصار (ثلاث دول + نصف دولة) تملك شبكة ضخمة من الدكاكين الإعلامية المنتشرة في الدول الغربية والعربية وجيش من المواقع الإلكترونية كلها تعمل من أجل النيل من قطر ومكانتها العربية والدولية. وإذا كان يقصد بقوله قطر، فلعله يقوم بزيارة موقع جوجل ويطرح عليه سؤالا: ما هي المحطات الفضائية والمواقع الإلكترونية والصحف والمجلات التابعة لدول الحصار؟ ويقارنها بما لدى قطر، فسيجد الفارق الكبير. دولة من دول الحصار على سبيل المثال لديها أكثر من خمسين محطة تلفزيون فضائية تبث على مدار الساعة، ودولة أخرى لها 14 محطة تلفزيون فضائية، ناهيك عن مواقع إلكترونية منتشرة في الداخل والخارج كلها مجندة ضد دولة قطر. لا أريد التذكير بعدد الصحف والمجلات لتينك الدولتين الخليجيتين اللتين تنهشان في قطر ليل نهار. .  (2)  يذكر كاتبنا في تلك الصحيفة أن "المنظمة العربية لحقوق الإنسان هي منظمة قطرية، وأنها ستشتكي دولة الإمارات العربية المتحدة لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في اليمن". ليعلم أن المنظمة المذكورة هي منظمة غير حكومية تعمل على المستوى الإقليمي في الوطن العربي تأسست عام 1983 ومركزها القاهرة ولها مقر في بريطانيا، ولا دخل لقطر في برامجها وسياساتها، وللعلم فإن لهذه المنظمة العربية الإنسانية علاقة ما أكثر من 16 دولة عربية ولا يوجد اسم قطر بين تلك الدول. ويعتمد كاتبنا على رواية وزير الدولة في الإمارات قرقاش القائلة: "إن هذه المنظمة العربية ومقرها قطر تقدمت ببلاغ إعلامي ضد الإمارات إلى المحكمة الدولية لجرائم الحرب". وهذا قول يدخل في باب التحريض على قطر لا أساس له من الصحة. إن الذين تقدموا برفع دعوى إلى محكمة الجنايات الدولية ضد ممارسة دولة الإمارات في اليمن هم يمنيون في الأصل ونشطاء عرب وأجانب من دول مختلفة وليس من بينهم قطر، فلماذا هذا التجني علينا؟ إنه الحقد الدفين عند البعض منهم. والحق أن الحرب في اليمن كما ذكر كاتبنا لم تعد حربا نظيفة ولا أنكر أنني من دعاة الإسراع في إنهاء هذه الحرب لصالح العسكرية السعودية. إنها حرب طال زمانها، وبدأت بعض أطراف عاصفة الحزم تبحث عن تحقيق مصالح مستقبلية في اليمن، ولم يعد همها عودة الشرعية إلى العاصمة صنعا وردع الخارجين عن السلطة. جملة القول، المواطن اليمني صاحب نخوة لا يقبل الذل ويعترف بالجميل ولا ينكر المعروف، لكنه في الوقت ذاته يرفض التعالي عليه وعلى وطنه ولا ينسى الثأر من كل من ألحق الأذى به وبوطنه. دعوتي لدول التحالف.. سارعوا إلى إنقاذ اليمن قبل أن يتحول إلى مارد يجتاح كل ما هو أمامه.  آخر القول: القلم أمانة فأدوا الأمانة لله الذي أقسم بالقلم. كونوا كتاب حق لا كتاب باط.ل.قاربوا وجهات النظر ولا تغرسوا بذور الحقد والكراهية بين الحكام وبين الشعوب. خافوا الله فإنكم ملاقوه يوم لا ينفع سلطان ولا مال.