31 أكتوبر 2025
تسجيلأتنغلق مدارسنا ؟ أم تنفتح على المجتمع ؟أكد تقرير التنمية البشرية لعام 2003م أن المشاركة المجتمعية في التعليم وغيره من الأنشطة التنموية تمثل خياراً استراتيجياً، ومطلباً ضرورياً في عصرنا الراهن، حيث أوضحت نتائج العديد من الدراسات أن المجتمعات التي ترتفع فيها معدلات المشاركة المجتمعية في التعليم تستطيع أن توفر موارد مالية إضافية للتعليم أكثر من المجتمعات التي تنخفض فيها معدلات المشاركة، فضلاً عن تحقيق درجة عالية من رضا المواطنين عن مجتمعاتهم، باعتبارها أداة لتحقيق مخرجات أفضل، بما تسهم به من تعزيز لقدرات الأفراد لتحسين حياتهم وإحداث التغيير الاجتماعي. فالمشاركة المجتمعية – في حقيقتها – هي تطبيق عملي لمفهوم "المسؤولية الاجتماعية" الذي يجب أن يحكم سلوك الأفراد والجماعات نحو المجتمع ومؤسساته الرسمية ذات التمويل الحكومي، التي تعمل على رفده باحتياجاته من القوى المؤهلة أكاديمياً وتدريبياً، بما يعزز مظاهر الانتماء الوطني، والبعد عن مظاهر السلبية والاتكالية والمعوقات السلوكية والاجتماعية. وقد طفت على سطح حياة الشعوب في وقتنا الراهن، تحديات محلية وإقليمية وعالمية حتمت ضرورة اللجوء للمشاركة المجتمعية، وأهمية التساند الاجتماعي في توجيه مسيرة التعليم وتمويله، رصد منها التربويون: 1- الثورة الشاملة السريعة في مختلف مجالات الحياة.2- مشاركة دول كثيرة من الشرق والغرب في الثورة العلمية التكنولوجية.3- اعتماد هذه الثورة على المعلومات من أفكار ونظريات كثيرة ومتغيرة.4- التقدم العلمي والتكنولوجي في وسائل الإعلام أدَّى إلى حدوث ظاهرة العولمة التي تخترق الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية بين الدول. 5- الشركات والمؤسسات متعددة الجنسيات وسيطرتها على الاقتصاد العالمي. 6- مخاوف الدول النامية من انهيار هويتها الثقافية في مواجهة العولمة. 7- التزايد المستمر في المشكلات البيئية مثل التلوث البيئي، والمشكلة السكانية، والأمية وغيرها. 8- التواصل المفقود بين المدرسة ومؤسسات المجتمع الأخرى وخاصةً الأسرة.9- ظهور بعض المشكلات التعليمية والمجتمعية التي لها انعكاساتها السلبية على المتعلم والمدرسة والمجتمع، ومنها مشكلة الدروس الخصوصية، والكتب الخارجية، والتسرب، والعنف وغيرها. 10- زيادة الوعي بأهمية التعليم وقيمته في الحصول على وظيفة أعلى، ودخل أكثر، ومكانة اجتماعية مرتفعة أدت إلى زيادة الطلب الاجتماعي على التعليم.11- كثرة استخدام الوسائل والأجهزة التكنولوجية في مجالات الحياة المختلفة، أدت إلى زيادة وقت الفراغ، الذي أدى بدوره إلى الاستفادة من هذا الوقت في مواصلة التعليم. 12- الاهتمام المتزايد بالبحث العلمي في حل المشكلات التعليمية والمجتمعية، وضرورة مشاركة المعلمين والإداريين في تقديم الحلول المقترحة لهذه المشكلات.13- انتشار المبادئ والقيم المرتبطة بالانتماء للوطن، والهوية الثقافية وزيادة أعمال الخير بين أبناء المجتمع من تقديم المساعدات للمحتاجين والمشروعات الإنسانية.فالمشاركة المجتمعية – في ظل تلك التحديات – أصبحت تمثل صياغة جديدة للعلاقة بين المدرسة والمجتمع، تسقط فيها الحواجز التقليدية بين العملية التعليمية الرسمية المحدودة بالمناهج والقاعات الدراسية، والأطر الزمنية إلى عالم أوسع وأرحب للتحصيل المستمر للمعرفة بجميع الوسائل، ومن جميع المصادر كل الوقت ومدى الحياة، وأيضا إلى علاقة تتواصل وتتكامل فيها مسؤولية الدولة عن التعليم مع مسؤولية أولياء الأمور، وغيرهم من مواطنين ومؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام، من أجل إصلاح وتطوير نظام التعليم لبناء مجتمع المعرفة.فالتفاعل الإيجابي بين المدرسة والمجتمع المحلي بمؤسساته وأفراده هو السبيل الأنسب لتكوين الشخصية المتكاملة للطالب من جميع جوانبها العقلية، والمهارية، والوجدانية، وفي ضوء هذه النظرة تعددت آراء الباحثين حيال ما يمكن أن تحققه المشاركة المجتمعية في التعليم من أهداف. وقد رصد التربويون أهدافا بناءة للعلاقة التفاعلية بين المدرسة والمجتمع أهمها:1- تكوين الشخصية المتكاملة للتلميذ من جميع جوانبها العقلية والوجدانية والمهارية. 2- إعداد مواطنين صالحين لديهم وعي بواجباتهم وحقوقهم نحو مجتمعهم. 3- تنمية قيمة المشاركة الاجتماعية والمسؤولية والانتماء للوطن، والاتجاه الإيجابي نحو المدرسة والتعليم. 4- تحسين جودة المنتج التعليمي بما يتفق مع معايير الجودة الشاملة والمعايير القومية للتعليم. 5- حل بعض المشكلات التي يعاني منها التلاميذ والتي تؤثر سلباً في أدائهم الأكاديمي مثل الرسوب، والتسرب، والإدمان، والعدوانية، وتعاطي المخدرات، والاغتراب وغيرها.6- توفير الدعم المالي والمادي للمدرسة وأنشطتها. 7- تبادل الأفكار والخبرات بين المجتمع والمدرسة لتحقيق التطور والتنمية لكل منها. 8- زيادة معدلات الأداء للتلاميذ الموهوبين وذوي الحاجات الخاصة. 9- تنمية الوعي بالقضايا التربوية، فالمدرسة من خلال اتصالها بالمجتمع تستطيع أن تزود أولياء الأمور بالإرشادات والتوجيهات اللازمة لتقويم ما اعوج في الطالب، والتغلب على الضعف الطارئ عليه.10- تدريب الطلاب الذين يريدون دخول سوق العمل، أو تعريفهم بعض الأعمال التي يودون اختيارها كمهنة في المستقبل.11- زيادة شعور العاملين في النظام التعليمي بأهمية أدوارهم، ومكانتهم المرتفعة في المجتمع.