10 سبتمبر 2025
تسجيلكان من العجيب لي شخصيا النداء الذي أطلقه رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي للمجتمع الدولي في الضغط على إسرائيل لمنعها من التعدي على سيادة أراضيه التي باتت مستباحة للطيران الإسرائيلي في الوقت الذي لم تستطع الكرة الأرضية من جهاتها الأربع بحكوماتها الرسمية ومؤسساتها ومنظماتها الدولية ولجان حقوق الإنسان فيها ومجلس أمنها وأممها المتحدة وشخصياتها الدبلوماسية من أن توقف أنهار الدم المسالة على مدار الساعة في قطاع غزة فكيف لهذا المجتمع الدولي أن ينظر إلى شيء لا يذكر في التعدي على سيادة بلد تقع بعض أراضيه في الجنوب تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود من الزمن ؟! كيف لهذا المجتمع الدولي الأصم الأبكم الأعمى أن يلتفت لسيادة أرض وسيادة الأرواح ممتهنة بالكامل في قطاع صغير قتل الإسرائيليون فيه حتى الآن قرابة 4000 طفل ورضيع وجنين من ضمن 10,000 فلسطيني تمت إبادتهم بدم بارد ؟! أي مجتمع دولي يا سيد ميقاتي وهذا المجتمع رغم المجازر الإسرائيلية الوحشية التي لم تترك بشرا ولا شجرا ولا حيا في القطاع ينقسم حتى هذه اللحظة بين داعم ومناصر لآلة القتل الإسرائيلية وبين مناهض لها ؟! فلم يرق له قلب وهو يشاهد أشلاء أطفال غُدروا وهم نائمون حتى طالت نومتهم للأبد وقد قُطعت أوصالهم وأجسادهم وكأن الذي بينهم وبين إسرائيل تاريخ من الدم والثأر والانتقام وليسوا مجرد أطفال أبرياء لم يعرف منهم حتى لحظة قتله اسمه فإذا به مسجى بلا روح ولا حياة فهل تريد بعد هذا كله أن يلتفت هذا المجتمع الدولي المنافق لسيادة دولة تُمتهن ؟! يا رجل !. أكملنا الشهر منذ العدوان الإرهابي على قطاع غزة وكل العرب والعالم بأسره لم يستطع أن يوقف كيانا أو عصابة امتهنت القتل كما امتهن العرب الذل والهوان وبات أقصى ما يمكن فعله هو عقد ( الرمم الطارئة ) التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تلتفت لها إسرائيل نفسها التي تبدو مصممة على حصد مزيد من أرواح الفلسطينيين مع تحكمها بكل المنافذ ومعابر الحياة التي لم تعد قابلة لإمداد شعب غزة بما يحتاجونه من الغذاء والدواء والماء والإغاثة وكل ما يمكن أن يساعدهم للبقاء على قيد الحياة التي يريد نتنياهو أن يسلبها منهم قسرا وبكل وحشية غير آبه بأي قانون دولي أو إنساني بحماية المدنيين الذين يستهدفهم داخل المدارس والمستشفيات والملاجئ والطرقات والبيوت والشوارع ولم تعد أي بقعة في القطاع آمنة من الفاشية التي تبدو عليه الصواريخ الإسرائيلية التي تبدو وكأنها تتبارى فيما بينها على قتل العزل والأبرياء والأطفال والعرب أين ؟! وسوف أظل أسأل هذا السؤال لأنني لا يمكن أن أقول للمجتمع الدولي المنقسم أن ينجد أهل غزة وأبناء الجلدة العربية يقفون موقف المتفرج والداعي لوقف التصعيد ولا يملكون حتى على إدخال المساعدات الضرورية للقطاع ولمستشفياته المملوءة بالكامل بآلاف الجرحى والمصابين بالصورة التي يمكن إنقاذ حياتهم حتى وصل الحال بالكوادر الطبية للمفاضلة بين من يمكن إنقاذه من هؤلاء وبين من يبقى تحت رحمة الله حتى يأخذ الله أمانته ليس اختيارا ولكن الوضع بات مأساويا والوقود الذي تقوم عليه مولدات وأجهزة الإنعاش والتنفس الصناعي وإلى آخره معدوم تماما ناهيكم عن الشح الشديد في كل الأدوات والأدوية الطبية والمحاليل وأسطوانات الأكسجين والتخدير والسرائر الطبية والسعة الاستيعابية للمستشفيات باتت تحتمل فوق طاقتها نظرا لتقلص أعداد الجرحى الذي تقبل بهم مصر لتقديم العلاج لهم في مستشفياتها في منطقة العريش رغم أن الأعداد يصل لعشرات الآلاف وما يخرج من معبر رفح لا يتعدى العشرات فكيف بالله عليكم تتصورون المشهد ؟! ولازالت الأمور تتقدم للأسوأ للأسف في ظل صمت عربي ودولي مخز ومهين وإن كان التاريخ ينسى فإن الله يمهل ولا يهمل وإنما يعد به الظالمين ليوم معلوم ويا ويلنا حينها.