10 سبتمبر 2025
تسجيلربما علي الآن وأنا أنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي لم تظهر رغم أن الساعة تتجاوز الثانية عشرة مساء منتصف يوم الأربعاء، وهو الوقت الذي تتم فيه كتابة هذا المقال الذي سينشر في الوقت الذي سيكون العالم قد عرف من هو رئيس الولايات المتحدة القادم أن أبارك للسيد دونالد ترامب فوزه بأربع سنوات أخرى لحكم البيت الأبيض، ذلك أن شعوري عميق في هذه النقطة وهو حتمية فوز ترامب بفترة رئاسية ثانية وتفويت الأمر على جو بايدن من الدخول ثانية لردهة البيت الأبيض، الذي كان أحد ساكنيه منذ عام 2009 وحتى 2017 حينما كان أوباما رئيساً للولايات المتحدة، بينما كان بايدن نائباً له وقبل أن يتصدى لترامب في منافسة الحكم عن الحزب الديمقراطي العدو اللدود لحزب ترامب الجمهوري عام 2020، وربما أكون بهذا أول المهنئين للرئيس الأمريكي ترامب وذلك قبيل إعلان اسمه فائزاً على غريمه بايدن الذي يبدو حتى هذه اللحظة متفائلا بنسبة الأصوات التي حصدها في مختلف الولايات الأمريكية رغم الفارق الطفيف الذي بينه وبين ترامب، إلا أنني لا أشارك الأول تفاؤله، فترامب يقفز بصورة متفاوتة في الأصوات ولا يكاد الفارق يذكر بينه وبين ترامب الذي سبق وأن استشعرت فوزه بولاية ثانية لن تبدو لي مستغربة إذا ما بدأها فعليا حتى قبل أن تكتمل عملية فرز الأصوات وهو المطلب الذي دعا له ترامب في عجالة واستنكره بايدن متهماً منافسه بأنه يمارس سلطته كرئيس حال للولايات المتحدة، واصفاً إياه بأنه لا يمثل الديمقراطية الأمريكية الحقيقية. شخصياً لا أجد نفسي تميل لهذا أو ذاك، وإن كنت أرى أن بايدن لربما يكون مسؤولاً بصورة عامة أكثر من ترامب الذي لم يهادن العرب بصورة تشبه من سبقه من الرؤساء الأمريكيين، وكان أكثر جرأة معهم في إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل رغم القرارات الدولية الصادرة من ردهات مجلس الأمن في حق إقامة الدولتين لإسرائيل وفلسطين، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة عربية لدولة فلسطين، التي يجب أن تقام على حدود 1967 لا أن تمنح كلها لإسرائيل، وتبقى قضية العرب الأولى معلقة وزادت تعليقا منذ هذا الإعلان الذي أعقبه افتتاح سفارة أمريكية في قلب القدس وتسارع وتيرة التطبيع الخليجي العربي الإسرائيلي أمام شلل تام في تحقيق أي تقدم فيما تسمى بعملية السلام والمباحثات الفلسطينية الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه لا يبدو الأمر يحدوه الأمل فيما لو كان بايدن الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية، فلا يمكن العودة بالقرارات الأمريكية للخلف كما لا يمكن التحسين أو التعديل فيها، خصوصا إن كانت صادرة لصالح إسرائيل، ولكن لربما يكون منصفاً أكثر في هذه القضية التي تبدو أبدية، خصوصاً وأن بايدن قد جرب الخوض فيها إبان عهده كنائب رئيس لأوباما، الذي فشل هو الآخر في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه لم يجرؤ أبداً على القفز على القرارات الدولية وإعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وإن كان ميالا بشدة للجانب الإسرائيلي ولا أعني بكلمة منصف أنه سيكون مع الفلسطينيين 100 %، ولكن لربما يتجنب أخطاء أوباما وكوارث ترامب الذي يحب أن يصفها بهذه الكلمة كلما سُئل عن رأيه في رئاسة ترامب وسياسته سواء الداخلية أو الخارجية واعتباره ترامب كشخص غير مسؤول، لأن يمثل الجمهوريين في البيت الأبيض رغم الاستحواذ الديمقراطي حتى هذه الساعة على مجلس النواب وبقاء بعض النواب الذين لا يستسيغ ترامب تواجدهم ومنهم إلهان عمر ذات الأصول العربية التي استطاعت أن تحافظ على مقعدها في الكونجرس عن ولاية مينيسوتا وكان اسمها قبل أيام يتداول على لسان ترامب بسخرية بالغة. عموماً لربما ينشر مقالي هذا وترامب يقرع كأس النصر في مكتبه الذي يتصدر واجهة البيت الأبيض أو يكون بايدن الذي سيحرص على تغيير الكرسي الذي كان يجلس عليه ترامب ولكني على ثقة بأننا العرب أحرص الناس على معرفة من يفوز في الانتخابات، ليس لأننا نراقب عملية انتخابية ديمقراطية نجهلها عربياً، ولكن لأن مستقبلنا يهمنا بالدرجة الأولى وأترك لكم حرية الفهم. فاصلة أخيرة: وصلني رد رسمي من السفارة السودانية في قطر على مقالي (مصالح التطبيع تتصالح) وجب نشره، وهذا ما سيكون يوم الأحد القادم بإذن الله مع الشكر على المتابعة والاهتمام. [email protected]@ ebtesam777@