13 سبتمبر 2025

تسجيل

أليس فيكم رجل رشيد ؟!

05 نوفمبر 2019

قال إنه كان بحاجة لحنجرة جبارة ليصرخ (لا لحرب عمياء ضد العراق)!.. وقال أيضاً بأن اللحظة التي أقر فيها بأن العراق يمتلك أسلحة نووية مدمرة وأجازت واشنطن بموجبها حربها بمعاونة بريطانيا ودول أخرى أجنبية على مدن ومحافظات العراق كانت (من أسوأ اللحظات التي مرت على حياته وإن التفكير بها تجعله يرتجف)!.. مسكين محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الذي أعطى واشنطن ولندن وحلفاءهما الضوء الأخضر لحربهما الخرقاء وبذلك كانت تحت مظلة الشرعية التي أراد بوش وبلير آنذاك أن يسبغا بها هجومهما على شعب العراق الأعزل والذي لا يزال يكتوي بنيران الاحتلال الأمريكي الذي استمر حتى عهد الرئيس باراك أوباما رغم عدم اكتشاف أسلحة الدمار الشامل على أرضه !.. فعلى ما يبدو أن البرادعي بات نادماً على تقرير وكالة الطاقة الذرية (المزيف) بشأن امتلاك العراق لأسلحة نووية كعادة المسؤولين الكبار الذين ينحرون بسكين باردة وهم يتقلدون كراسي الحكم وبعد نزوحهم اختياراً أو إجباراً يعترفون بأن ما كان منهم كان الخطأ الذي لن يسامحوا أنفسهم عليه طيلة حياتهم!!.. اليوم يعترف البرادعي بأن العراق تعرض لحرب بشعة لم يكن ليسمح بحدوثها الآن لو كان لا يزال مديراً لوكالة الطاقة الذرية من خلال تقرير يفيد بعدم امتلاك بغداد لأي من الأسلحة المحظورة دولياً ولكن وكما يقول المثل ( كلمة يا ريت لا تعمر أي بيت)!.. اليوم يقول البرادعي بأن شعب العراق تعرض لظلم كبير مما جعل الآلاف يخسرون أرواحهم من أجل الوهم الأمريكي الذي صور لهم أن الحرية لا يمكن أن تأتي إلا على أقدام الوافدين الذين لم يبالوا بحرمة الأرض العراقية ودخلوها على رؤوس الدبابات التي سارت على جماجم شعب لم يكن يريد سوى الاستقرار فإذا به يلقى الاحتلال والحياة تحت نيران الفتنة الطائفية والتفجيرات التي تحدث بصفة يومية والضحية هو الطفل والشاب العراقي الذي كانت بغداد وباقي المدن تعول عليه أن ينهض بها في يوم من الأيام!. طبعاً لا يمكنني في هذا المقام إلا أن أسجل فرحتي المشوبة بالقهر وأنا أتذكر رؤيتي للقوات البريطانية ترحل عن العراق بعد سنوات قضاها أفرادها في بلد الرشيد والتمتع بخيرات العراق والعراقيين وفعل ما يشيب له رؤوس الولدان في سجن بوغريب الذي شهد أسوأ المعاملات اللاإنسانية وكلنا يعلم ما حدث ولا تزال الأيام تسفر عن صور جديدة تشهد على الجرائم اللامعقولة التي مارسها هؤلاء في حق السجناء العراقيين والذين باتوا ضحايا بعد أن اعتبرتهم القوات المتحالفة مجرمين مذنبين!..ولكن ماذا يفيد بعد كل هذه السنين من الاحتلال والظلم والقهر وسلب الأرض والعرض ؟..ماذا يفيد الآن ونحن نرى العراق يتقسم رغم إصرار الحكومة على استقرار البلاد وإن الأمن مستتب وكل شيء على ما يرام وما يحدث هو مناوشات لمتمردين (كارهين للحكومة والوطن) في تجاهل تام للذين سقطوا بنيران قوات الأمن والشرطة العراقية؟!.. ماذا يفيد اليوم الحديث وقد آل الحال إلى ما هو عليه اليوم في العراق؟!.. هي ثورة برأي الشعب وهو شغب وفوضى برأي من يقتلون هذا الشعب ! .. حقاً ما الفائدة إن كانت تعد رباً والربا حرام في شريعتنا !. فاصلة أخيرة: أليس فيكم رجل رشيد في بلد الرشيد ؟! . [email protected]