18 سبتمبر 2025
تسجيلبشائر وتطلعات وطنية طموحة، تستشرف عهداً مجيداً في مراحل النهضة والتنمية، التي تشهدها بلادنا العزيزة قطر في شتى المجالات، وهي تخطو خطوات واثقة نحو ترسيخ مبادئ العدالة والشفافية وحقوق الإنسان، انطلاقا من الشريعة الغراء ودستور الدولة، وتأكيدا على احترام الحريات المشروعة والمشاركة السياسية الواعية. ذلك ما يرمي إليه القرار الأميري رقم "47 لعام 2019" القاضي بإنشاء لجنة التحضير لانتخابات مجلس الشورى في نقلة نوعية حضارية، نحو تعزيز وممارسة حق الترشح والانتخاب بشفافية ونزاهة لاختيار الأكفأ والأصلح من بين الأعضاء المنتخبين. ولا شك أن من شأن هذا القرار الإسهام الفاعل في تحقيق طموحات المواطن القطري بما يتوافق مع رؤيتنا الوطنية الشاملة ويكفل مزيدا من تكافؤ الفرص وتوظيف الطاقات والخبرات الوطنية المؤهلة لقيادة مسيرة النهضة والتنمية المستدامة. ومن الجميل أن تتماهى عملية الانتخابات مع مبادئ وقواعد الشورى التي حث عليها ديننا الحنيف في كتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، فلقد كان اختيار أعضاء مجلس الشورى عن طريق الانتخابات الحرة المباشرة - وما يزال - مطلباً وطنياً بالغ الأهمية، والحمد لله أن صدور القرار المذكور جاء ليؤكد اهتمام والتزام قيادتنا الحكيمة بما وعدت به شعب قطر الوفي، وقد قدم كل من القيادة والشعب مثالاً حياً في التلاحم والتكاتف ومواجهة التحديات بعزم وثبات واحتواء للأزمات بما يصيرها إلى منجزات رائعة ومشاريع وطنية رائدة. نعم سيكون لدينا بإذن الله مجلس شورى منتخب في الموعد المرتقب يحظى بصلاحيات وأدوات تشريعية ورقابية بناءة تصب في تحقيق مقتضيات المصلحة العليا للوطن والمواطن، بما يؤكد بلوغ مرحلة النضج السياسي. ومما يحسب لقانون تشكيل المجلس منحه الحق لكل عضو باستجواب المسؤولين فيما يتصل باختصاصات كل منهم، كما ورد بنص القانون، وهذه الميزة كذلك تحتم على الطرفين التحلي بأعلى درجات النزاهة والشفافية والأمانة وأن يتقاسم شركاء المسؤولية الأدوار في الوصول إلى أعلى معايير جودة الأداء وتحسين الخدمات في كافة القطاعات الوظيفية الحكومية والخاصة. ومن المهم كذلك أن تستفيد لجنة الإعداد للانتخابات المذكورة من تجارب الدول التي سبقتنا إلى ذلك بتطوير وتعزيز الإيجابيات، وتلافي نواحي القصور والخلل، بما يعود علينا جميعا بالنفع والخير والمحافظة على الأمن العام، لتبقى قطر الحبيبة منارة للكرامة والازدهار، وبيئة خصبة لتطبيق مبادئ العدالة والنزاهة وحقوق الإنسان. [email protected]