19 سبتمبر 2025

تسجيل

تلفزيون قطر وإرضاء الجمهور

05 نوفمبر 2018

لا يمكن أن يشك أحد في أهمية الإعلام ووسائله المتعددة المسموعة والمرئية والمقروءة، رغم ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي أخذت من وقت الإنسان الكثير سواء الكبير أو الصغير، الرجل أو المرأة، ومع ذلك تظهر الوسائل السابقة هي الأهم التي يتابعها الجمهور ويُشد إليها ؛ خاصة في قضية عالمية ما أو مشكلة محلية، ولا ريب أن المواطن يحبذ أن يشاهد قنواته ويسمع إذاعاته ويعرف منها ما يجرى حوله سواء في بلاده أو في الخارج. ونحن هنا سنتحدث عن تلفزيون قطر الشاشة التي شدت المشاهدين إليها ببرامجها المميزة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات بما فيها من تنوع وإحساس بما يجري في الشارع من قضايا ومناقشتها بحيث استطاع أن يجمع الأسرة حوله، وقد يقول البعض إن تلك السنوات قد ولت وجاءت سنوات الانفتاح الإعلامي ووسائل التكنولوجيا التي جعلت الأسرة الواحدة لا يدري أي فرد عن الآخر، أهو موجود في البيت أم لا ؟. هذا الكلام صحيح لكن تظل الأسرة تجتمع وتلتقي سواء في البيت أو عند الأهل، ولابد أن يدور الحديث حول أي قضية في المجتمع وحولها وبالتالي يبحثون عن أي برنامج يلقي الضوء على هذه القضية، وللأسف هناك الكثير من القضايا والمشاكل التي تحدث وتؤثر على المجتمع ولكن لا وجود لأي من هذه القضايا ولا فرصة لمناقشتها في التلفزيون، فلم نعد نرى برامج تفيد الشباب لممارسة هواياتهم وتشجيعهم عليها أو أخرى من أجل فلذات أكبادنا الذين أصبح اعتمادهم على الآيباد والأيفون في الحصول على برنامجهم المفضل واختفت تلك البرامج التي كان الأطفال يجتمعون أمام التلفاز ليشاهدوها ولها وقت معين والتي لاشك أنهم سينجذبون إليها ويتركون أجهزتهم التي كلت من وجودها في أيديهم، ويفتقد التلفزيون لدينا أيضا بفقدان مسلسلات الكوميديا التي تدخل البهجة في نفوس الآباء والأمهات القابعين في البيوت، وكذلك الدراما الهادفة التي تسعدهم، ناهيك عن البرامج التي تعمل على إرضاء الجميع؛ خاصة البرامج التراثية التي تعيد للناس ذكرياتهم الجميلة وصور ماضينا العتيد، لذا ترى أغلب المشاهدين يوجهون أجهزتهم إلى القنوات الأخرى التي تلبي رغباتهم كمشاهدين ومحبي التلفاز ولا يمكن أن نقول إن هناك الغالبية لا تشاهد التلفاز وتعتمد على الأجهزة الالكترونية، فالناس أمزجة وخاصة ممن لا يتعاملون مع تلك الأجهزة، فهناك الكثير من الناس لا ترغب بها وليس من الذين يكثر خروجهم من البيت بل يعتبرون التلفاز تسليتهم الكبرى. لذا لابد من وضع خريطة جديدة للتلفزيون القطري، وتنوع برامجه بإثرائها بالمفيد والجذاب لجميع الأذواق، وهذا لاشك يعتمد في المرتبة الأولى على الكوادر القطرية فيه أو الاستعانة بالخبراء الإعلاميين المحليين في طرح الأفكار والمشاركة في وضع خريطة البرامج، وكما يقول المثل الشعبي ( حلاة الثوب رقعته منه وفيه).