23 سبتمبر 2025

تسجيل

خليجنا ما بين الحكمة والتعنت السياسي

05 نوفمبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يؤسفنا جدا أن يتحول إعلامنا العربي عامة والخليجي خاصة إلى مواقع حربية تصادمية للنزاعات والخلافات بين الأشقاء لينسف الحلم العربي الذي طالما تغنينا به ورفعنا شعاره بوطني الأكبر وببلاد العرب أوطاني وغيره فالحرب الإعلامية القائمة الآن والمخيّمة على أجوائنا الخليجية هي أشد ضراوة وفتكا من الحروب الميدانية التي لايخوضها إلا الفارس الشجاع المتمكّن من حمل السلاح وإصابة الهدف وهو ( العدو ) ، ما الذي يحمله الآن من يخوض المعركة الإعلامية القائمة بين الأشقاء وما مدى إمكانياته المهنية الإعلامية في المواجهة حتى يتسابق في خوض معركة كلامية، وآراء ما أنزل الله بها من سلطان ، لا فكر مستنير ولا خبرة إعلامية ولاحُجّة ولامنطق، الإعلامي المتخصص والأميّ الجاهل . والسفيه والمراهق والسياسّي والوزير والمسئول أصبحوا سواءً في القول والرأي والفكر خاصة مع انتشار الوسائط المجتمعية والذباب الالكتروني بأسماء مستعارة أحيانا ومعلنة أحيانا أخرى لا تخلو من الكذب والأباطيل والفتن والقذف،. هذا المنحى الإعلامي المنحرف اشتد لهيبه مع حصار قطر من الدول الأربع الجائرة ، ليبصم نقطة سوداء في خاصرة الخليج العربّي ستتوارثها الأجيال في تاريخها، ولا تُنسى كما لا يُنسى الحصار ومفتعلوه، والطامّة الإعلامية الكبرى المستنكرة حين يخوض الوزير والمسؤول والمدير غمار الحرب الكلامية الإعلامية دون اعتبار واحترام ، للمسؤولية المهنية والميثاق الأخلاقي، ويُحلق مع السفهاء في جوّ المشاحنات والمغالطات وتزوير التاريخ فيفقد معها القدوة والاحترام كما يفقد شرف المسؤولية ، ويصبح كمينا هشّاً للمغردين والكتاب ، وليس أدل على ذلك مما يتعرض له بعض مسؤولي دول الحصار ووزرائهم من تعليقات وفبركات كلامية ودبلجة صورية وسخرية حين الإدلاء برأي أو إصدار قرار مضاد دون احترام لمكانتهم ، ليصبح إعلامنا وسيلة للفتن والهدم والسخرية والتشهير بالآخر، يتناقض مع الميثاق الأخلاقي المهني الإعلاميّ ويدخل في ثقافة العيب التي استحوذت أفكارنا وإعلامنا وأقوالنا، كما استهجنت الرأي العام الغربي فأصبحنا أضحوكة ومضغة سهلة للتداول والتفكك والضعف والتقسيم للوصول لتحقيق أهدافهم، دول الحصار الآن في نفق مُظلم تبحث عن ثقب للخروج منه دون المساس بكرامتها واهتزاز عرشها أمام شعوبها والتي تيقّنت من الحصار وفرضية المطالَب على دولة قطر وإخضاعها لتكون تابعة تحت مظلة وسيادة حكامها ودولها كغيرها ، لذلك لا نستبعد ما يخرج من ساستها وكتابّها وإعلامييها من مغالطات ومزايدات وقرارات ضد قطر لتشويه صورتها وللضغط عليها والشواهد كثيرة كما هو تصريح وزير الخارجية البحريني. من فرض تأشيرة على القطريين عند الدخول إلى البحرين دون التفكير في العلاقة الأسرية التي تربط بين الشعبين ،وقد سبقه تعهده بعدم حضور البحرين القمة الخليجية إذا حضرت قطر ، ثم دعوة المنامة لتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون ،ثم الاتهامات الباطلة للكاتبة البحرينية سوسن الشاعر في هجومها السافل على قطر واعتبارها قرار البحرين البائس تقدما للأمام ومطالبتها الكويت باتخاذ موقف ضد قطر، وهذا وزير الدولة الإماراتي في تغريداته لا يفتأ في توجيه اتهامات باطلة ضد قطر بأحكامه الغريبة ومواقفه السيئة واتهامها بالإرهاب ليكون الطرف الأول في زرع الفتن والكراهية بين الأشقاء ويتبعه اتهامات نائب رئيس شرطة دبي ضاحي خلفان بأن قطر من الخوارج، تبيع أمن الخليج بالركوع لقبر الخميني ، واعترافه علناً بأنه بذهاب المونديال عن قطر سترحل أزمة قطر ، والعتيبة سفير الإمارات في واشنطن وتصريحاته النارية ضد قطر وضد أميرها الشيخ تميم واتهامه قطر بأنها تحولت إلى قوة هدم في المنطقة وأنها الدولة الثانية في استضافة الإرهابيين على مستوى العالم. . عبدالرحمن الراشد الذي قال في بداية الحصار مصير قطر سيكون كمصير ميدان رابعة، وأما التصريحات والخزعبلات الإعلامية التي تصدر من قاهرة المعز لا يهمنا لبعدها الجغرافي عن محيط الخليج. كما أنها ليست طرفا مهما وأصيلا في الأزمة الخليجية . .... وهذا غيض من فيض تعّج به الوسائط المجتمعية يتداولها الناشطون تؤكد ما وصلنا إليه من سخف إعلامي وهمجية إعلامية بقيادة بعض الرموز لهم ثقلهم وخبرتهم في الشأن السياسي والوظيفي والإعلامي فقدوا احترامهم وحصروا أنفسهم في مستنقع إعلاميّ هابط تدفعهم عقولهم الجوفاء وحقدهم المتأصل في نفوسهم وسفاهة فكرهم، ولا شك أنهم يمثلون سياسة دولهم وأنظمتهم التي وضعت نفسها في منزلق خطير اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، دول ترفض الحوار والمصالحة والجلوس على طاولة واحدة للصلح والتفاوض بالرغم من أن ديننا يأمرنا بالمجادلة والحوار عند الاختلاف والنزاع ، بقوله تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن)؛ أميرنا حفظه الله الشيخ تميم خلال مقابلته مع تشارلي روز في برنامج "ستون دقيقة" على محطة "سي.بي.أس" الأميركية أكد على الحوار دون المس بالسيادة فإنها خط أحمر ، لإيمانه بأن الحوار يحمل في مضمونه التقرب والصفاء وفض النزاعات والاستقلالية ، ويكفي دول الحصار مبادرة الأمير حفظه الله بقوله: "إذا ساروا متراً واحداً فسوف أسير عشرة آلاف ميل نحوهم" وسبقه سعي الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت حفظه الله للتأكيد على الحوار وجمع الأطراف المتنازعة لحل الخلاف الواقع وإيقاف اللعبة الهستيرية السياسية التي تتبناها دول الحصار خوفا من تفتيت دول الخليج وتجزئة وحدته، تلك هي الدبلوماسية الحكيمة التي تسلط الضوء على ما يمكن أن يتوقع حدوثه مستقبلا لدول الخليج إذا استمرت دول الحصار في غيها وغطرستها ، واستمر ما يسمى الذباب الإلكتروني في بث الكراهية والتحريض ضد قطر وضد كل من يقف على الحياد ، أو من يقف ضد توجه الدول الأربع المحاصرة لقطر .