لبيك يا تميم

اتسم خطاب سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمجلس الشورى أمس الاول في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني والأربعين، بالشفافية والوضوح وعكس سياسة الدولة المتوازنة واهتمام قطر بالاستثمار في الإنسان وخلق جيل واعٍ وقادرٍ على تحمل المسؤولية.لقد صارح سمو الأمير المفدى — حفظه الله — الشعب بواقعية شديدة وأكد على دور الشباب في نهضة قطر، كما أن الخطاب جاء ترجمة لتحوّلات تدريجية لاقتصاد أكثر توازناً لا يعتمد على النفط والغاز، فالخطاب يعتبر حدثا مهما في التقويم السياسي القطري يعيد ترتيب الأولويات.كل عام مع انعقاد الدورات المتعاقبة لمجلس الشورى وهي الهيئة التشريعية الشريكة بالهيكل الاداري الذي يكمل ما تقدمه قطر لنفسها بموجب الدستور، تعطي قيادتنا الرشيدة للشعب ملامح مهمة تخدم المسيرة، وفي هذا العام مع كل المتغيرات المحيطة كان النص مفعما بالتفاؤل الحذر، وتجلى ذلك في رسالة سمو الامير بمتابعة رؤية قطر الوطنية 2030 وأنها لا يمكن أن تتحقق عن طريق الاعتماد على عائدات الصناعات الاستخراجية.طالب سمو الأمير في خطابه المواطنين إدراك أن قطر لا يمكن أن تتطور في نهاية المطاف إلا بقدرة شعبها على مواجهة التحديات المقبلة والتصدي لها بروح الابتكار والاجتهاد والتضامن والتوافق.كان سموه واقعيا حين تطرق الى مشكلة التضخم الذي أرخى بظلاله السلبية على النمو وعلى المجتمع، ذلك أن ارتفاع الأسعار مشكلة تقلق الجميع، ووعد سموه بان الحكومة ستعمل على احتوائها بكافة السبل والأدوات المتاحة. سمو الامير المفدى يدعوكم يا شباب الوطن الى ان تكونوا على قدر مسؤولية المرحلة لأنكم الركيزة الاساسية في التنمية، ولانكم المحور الرئيسي في كل خطط التنمية، فضاعفوا يا شباب من جهودكم في أداء الواجب الوطني.وقولوا كما قال سعد بن معاذ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر "إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله" وسلامتكم