19 سبتمبر 2025
تسجيلغالبا ما كنا نسمع كلمة "دبلوماسى" فقط على الاشخاص الذين يعملون فى السلك الدبلوماسى سواء كانوا سفراء او وزراء مفوضين بالخارج، يمثلون الجهة المعنية ويمتازون بكافة السمات فى الشخصية سواء كانت علمية او عملية تحمل التوازن المتكامل للشخص والتى من خلالها يكتسب اقصى درجة من العلاقات الاجتماعية والسياسية فى فن التعامل مع الجهات الرسمية والدولة التابع لها حتى يستطيع خلق علاقات رائدة ومنها القدرة على السيطرة على جميع العقبات التى تواجه جميع افراد الشعب اثناء تواجدهم فى هذه الدولة سواء كانت رحلاتهم للعلاج او التعليم او السياحة، والشخص الذى يعمل عادة بالسلك الدبلوماسى لابد من ان يمتاز بكل السمات التى تخضع لهذه الوظيفة وهذا المتعارف عليه من قبل الكثير منا،ولم تترد هذه الكلمه دبلوماسية الا فى هذا المجال وحينما ’تذكر كانت تذكر بشكل ايجابى وتعطيك طابعا مميزا عنها، واما الان فاصبحنا نسمعها وبشكل متكرر واصبحت متداولة وبكثرة سواء كانت على المستوى الاسرى او على مستوى الجهات الحكومية وعلى صعيد العلاقات الاجتماعية بشكل اخر وبصورة تختلف عما كنا نعلمه عنها ولكن اخذت شكلا جميلا من الظاهر ويحمل بداخلها كل اشكال الدهاء والمكر فى طريقة التعامل معها، ولو القينا الضوء على الجانب الاسرى فكانت قبل النهضة التى تشهدها قطر فى الوقت الحالى والانفتاح الذى صاحب العديد من التغييرات فى كافة الجوانب ومنها السلوكيات النفسية والاجتماعية للبشر فحينما كان الشخص فى السابق يحمل منك بعض المواقف المزعجة لك فى طريقة التعامل كان يخبرك بها ولا يستطيع النوم قبل ان يتصافح معك وجها لوجه وبعد العتاب واللوم ترجع العلاقة اقوى من قبل وكانت العلاقات تحمل رغم قلة التعليم كل انواع الدبلوماسية والحكمة فى التعامل وحتى مجالس كبار العائلة تحمل كل اشكال الدبلوماسية فى السيطرة على مشاكل العائلة والمساهمة فى حل الازمات الاقتصادية والسياسية بالدولة ومقارنة بالان تعددت النفوس فى معاملات الاشخاص مع بعضهم البعض واصبح كل منهم يحمل بداخله اشكالا مختلفة من البغض للاخر ولا يظهرها بشكل مباشر له ولكن يتعامل بدبلوماسية تحمل نوعا من الفن الخارجى، ويليها افتقدنا الكثير من كبار العوائل فى مجالسهم فى الوقت الحاضر ممن يمتازون بالحكمة والدبلوماسية والورع بعد ما اصبحت الكثير من المجالس الان تأخذ الجوانب الترفيهية والاجتماعية بشكل عام ولو نظرنا على الصعيد العملى والجهات الحكومية فحدث ولا حرج ومنها على مستوى المسؤولين خاصة الباحثين عن وظائف شاغرة اذا تقدموا لطلب وظيفة شاغرة بهذه الجهة فيقابلك المسؤول وتسمع من خلال مقابلته كل ما يطيب خاطرك من الدبلوماسية فى مقابلتك وانه بالفعل صادق فى كل كلمة مما قالها لك وانتظر بعد المقابلة اتصالا قريبا منه وهو لا يحمل بداخله اى نوايا لذلك ولكن تكتشف ذلك عند مراجعته مرة اخرى فيرفض مقابلتك او يرد عليك سكرتيره الخاص انه فى اجتماعات متواصلة وبعدها تعلم بان اوراقك قد تم القاها فى سلة المهملات ولكنه فى البداية لم يستطع مواجهتك بالرفض، ولكن بفن ودبلوماسية تعامل معك وحتى لا يظهر بصورة سيئة امامك،وحينما تروى هذا الموقف على عدد من الزملاء والاصدقاء فيضحكون على كلامك ويرددون لك نفس الموقف لانه ما حدث معك حدث معهم وما يدهشك من جانب اخر تصريحات العديد من المسؤولين مع الفئات المستهدفة فى وسائل الاعلام بصورة شائكة تحمل دبلوماسية فى جميع العبارات التى يتحدث بها عن الخدمات المقدمة ولكن الواقع شيء اخر وحينما تريد مقابلته فيخشى مقابلتك، ومن جانب اخر العلاقات السيئة ما بين بعض المسؤولين والموظفين،او الموظفين بعضهم بعضا، فلذا طبيعة العلاقة بينهم لا تظهر بصورتها الطبيعية ولكن طبيعية العلاقة تظهر بشكل العام بدبلوماسية عالية تحمل اشكال اللطف الخارجى والتعبير عن هذه العلاقة يأخذ اشكالا اخرى من خلف الشخص تحمل فى معناها النفسية الحقيقية التى يحملها تجاهك وهى الطعن من تحت الطاولة وربما العديد من العلاقات الاجتماعية التى تحكمنا فيها الان مع الاخرين بالمجتمع مبنية على عدد كبير من المصالح الشخصية والمادية،فاذا كانت هناك مصلحة للطرف الاخر معك فتجد الشخص يتعامل معك بدبلوماسية حتى يصل الى الاهداف التى يصل لها وحينما تنتهى المصلحة تنتهى علاقته معك بفن منه وبالطريقة التى يقودها هو معك،فلذا تغيرت حياتنا بشكل كبير بعد الانفتاح الاقتصادى وعواقبه وتعددت اساليب العلاقة ومنها دبلوماسية التعامل التى تختلف عن السابق والتى نأمل ان تتغير للافضل فى الايام القادمة ويكون جميع من نتعامل معهم يسعون الى الدبلوماسية ولكن بشكلها الحقيقى ومفهومها الاساسى الذى يحمل من الخارج والقالب كل انواع الصدق والصراحة والاعتدال النفسى والاجتماعى حتى نكتسب مصداقيتنا مع الاخرين بصورة افضل مما نعيشه فى لحظاتنا الحالية ونحن قادرون على ذلك.