10 سبتمبر 2025
تسجيلرغم كل مظاهر التحديات والاستضافات العالمية التي تمر على بلادنا وتواجهها بكل اقتدار وقدرة إلا إنني أعجب من الذين (يتمنون) وركزوا جيدا على كلمة يتمنون أن نعود شهورا للوراء حينما كانت البلاد مغلقة بصورة شبه كاملة بدءا من المطار وحتى المحلات الأقل دخلا ونشاطا لمجرد أنهم يريدون العودة إلى العمل عن بعد وحياة الكسل والخمول التي كانوا يعيشونها في الأعوام الماضية حينما كنا لا نزال نحارب لاجتياز ذروة انتشار فيروس كورونا في الموجة الأولى والثانية التي بدأت منذ أواخر عام 2019 واستقبل العالم منذ عدة شهور المتحورات الغريبة العجيبة منه والتي تبدو هذه المرة بحسب تصريحات مدير منظمة الصحة العالمية ومنتسبيها أكثر شراسة من الفيروس نفسه التي لن تنفع معها بعض اللقاحات المكتشفة للأسف ولكن هؤلاء ( المرضى نفسيا ) ممن يفكرون هذا التفكير الذي لا يضرهم عقليا فحسب وإنما أن يُحصر تفكيرهم في أن انتشار الوباء مرة أخرى يمكن أن يعيدهم إلى معنى الرخاء الكاذب الذي تصوروا أنهم يعيشونه أو حالة البطالة التي عاشوها في العمل عن بُعد رغم أن الشخص المسؤول كان يجب أن يعي أن الظروف التي مرت على البلاد منذ انتشار الجائحة هي ظروف تلزم كل فرد بالعمل ضعف ما كان يفعله قبلها لأن هذه الشدة أظهرت معادن الرجال في القيام بواجباتهم وأكثر لخدمة الوطن الذي يحتاج دائما للتكاتف والتعاضد لنهضته وليس لمن يبحث عن البطالة المقنعة ويتمنى لو يعود الإغلاق ليهنأ بنومته صباحا ثم ماذا تتمنى يا هذا ؟! هل تتمنى لو عاد الإغلاق وعادت القيود رغم تأكدك من أن هذه الأمور لو عادت وندعو الله الا تعود سيكون على حساب صحة المئات ممن سوف تصيبهم عدوى متحور الفيروس وربما وفاة بعضهم ! وأن هذه الإغلاقات لو عادت سوف تكون مكلفة على الدولة التي دفعت وقتا وجهدا وأموالا باهظة من أجل القضاء على أشكال الفيروس من أن تتسلل إلى والديك وإخوتك وأبنائك وإليك شخصيا ! ثم ما هذه الأنانية في هذه الأمنيات الشاذة وأنت تعلم أن هذه القيود التي فُرضت سابقا كبدت الكثير من المحال التجارية الكبرى والصغيرة خسارة كبيرة وفقد كثيرون أيضا أعمالهم فهل تريد اليوم أن تعود كل هذه المشاهد التي لم تشعر بها شخصيا لمجرد أنك تعيش حالة من الرخاء الوظيفي الذي لم يكن يجب أن تشعر به اساسا في وقت كان يجب أن يتغذى شعور المسؤولية فيك نحو هذا الوطن الذي حاول من خلال حكومته الرشيدة ومؤسساته المهنية لا سيما الصحة والتجارة والتعليم أن يقف الفيروس عند عتبة كل بيت ولا يدخله ؟!. أنا آسفة أنني أتحدث اليوم عن هذه الفئة غير المسؤولة التي تنظر للجائحة الماضية التي تطرق متحوراتها بابنا بشدة على أنها يمكن أن تخدم منافع شخصية لها الآن بغض النظر على الأضرار على البلاد والعباد في الصحة أولا وعلى المال والجهد ووقف عمليات التنمية التي نرجو الله ألا تتأثر رغم تأثرها فعليا مثل كل العالم بسبب هذا الفيروس الذي لم يكن له شبيه من الفيروسات التي انتشرت عالميا في الفترات الكثيرة الماضية ولكن لله حكمة مما كتبه الله لنا والحمدلله على كل حال وعلى كل بلاء وداء ولكن إلى متى سيظل الاستهتار لدى الكثيرين بطل المشاهد التي نراها على شكل أخبار متفرقة بترويع الناس رغم أن بلادنا ولله الحمد نجحت نجاحا مستحقا في استضافة وتنظيم كأس العالم بصورة نالت تقدير العالم والجائحة لم تكن قد انتهت بعد واليوم نستضيف إكسبو 2023 لبحث قضايا التصحر والاستدامة وجعل العالم أكثر خضرة لاسيما في دول صحراوية مثل قطر التي تتحدى الظروف وتستضيف هذه المناسبة والفعالية بنجاح مبهر رغم أننا في بداية أيام الفعالية الممتدة لستة شهور متواصلة ؟! وعليه لا يجب أن نكون من هذه الفئة الشاذة التي ترى من ضرر الآخرين منافع لها ولننظر إلى جهود الدولة بتقدير أكبر نترجمه بالتعاون والمساهمة لا البقاء في دائرة الأمنيات السخيفة وترويع العباد وتثبيط الهمة وبإذن الله نحن في خير وبخير.