11 سبتمبر 2025
تسجيل835 عاماً منذ أن حرر السلطان والقائد المسلم صلاح الدين الأيوبي مدينة (القدس) بعد احتلالها من قبل الصليبيين لمدة 90 عاماً في معركة بل ملحمة تاريخية هي حطين الإسلامية، التي حاصر في أولها مدينة القدس حتى خنعت له الحامية الصليبية التي لم تستطع أن تتحمل قسوة ذاك الحصار الذي فرضها عليها الناصر صلاح الدين رحمه الله وطيب ثراه، فأمر مباشرة بإعادة المدينة إلى ما كانت عليه قبل ما يقارب 90 عاما، وكان أول ما فعله عند دخوله القدس أن اتجه بثلة صغيرة من جيشه فأزال الصلبان من داخل وحول المسجد الأقصى، لا سيما الصليب الكبير المذهب الذي وُضع على رأس قبة الصخرة المقدسة وحصر أعداد قادة الصليبيين ورعاياهم وفرض جزية على من لم يتورط أو يسفك دماء المسلمين، فأطلق سراح الفقراء من الرعية من الذين لم يستطيعوا أن يدفعوا جزيتهم فأمّنهم على أرواحهم، بينما أمهل باقي الصليبيين الذين دفعوا جزيتهم لمغادرة أرض القدس خلال 40 يوما، وقام بتطهير المسجد الأقصى من كل شكل يدل على أن الصليبيين قد عاثوا داخله في عبادتهم ثم توضأ وصلى ركعتين شكر لله، وأعلن القدس إسلامية محررة بعد أن جعل قضية بيت المقدس والمسجد الأقصى على رأس أولوياته وصمم على ألا يلقى ربه إلا بعد أن يحررهما ويرد القدس عزيزة للمسلمين قبل أن يتوفاه الله في 4 مارس 1193 في دمشق كما يتم تداوله في كتب سيرته رحمه الله. هذا كان منذ أكثر من 800 قرن وأكثر وهو ماض جميل توارثه المسلمون جيلا بعد جيل حتى وصلنا إلى اليوم لنحيي في 2 أكتوبر 2022 ذكرى ذاك التحرير الذي لم يتكرر ولا أظنه سوف يتكرر حتى تقوم الساعة والقدس اليوم تقارب 100 عام على احتلالها من قبل إسرائيل ذلك الكيان الذي زُرع في قلب الأمة العربية وفي فلسطين تحديدا لتصبح القدس والمسجد الأقصى بيد الإسرائيليين يتوسعون كل يوم طولا وعرضا ويتكاثرون، ويأتي أتباعهم من كل حدب وصوب من أوروبا وأمريكا للاستقرار في الأراضي العربية المحتلة على حساب وطن كان للفلسطينيين وحدهم مثلهم مثل أي شعب عربي كان يرى أنه من حقه أن ينعم بدولة وحدود مستقلة وعاصمة رئيسية ويمضي لبناء هذه الدولة لتقارع شقيقاتها من باقي دول الوطن العربي. ولكن شاء الله أن يتم توقيع (اتفاقية بلفور) البريطانية التي أرادت أن تتخلص من هؤلاء الرعاع المشردين في بلاد أوروبا، والذين كانوا يعيثون الخراب والفساد فيها بإعطائهم (وطنا) يصبح لهم فاختاروا فلسطين لتكون هذه البلاد التي يمكن أن يعيش هؤلاء على أرضها، ورغم المقاومة الشرسة التي قابل الفلسطينيين الاستيطان الإسرائيلي بالقوة إلا أن كل هذه الانتفاضات الفلسطينية التي دفع الفلسطينيون فيها الآلاف من أرواحهم لم تستطع أن توقف عجلة الاستيطان الجائر والتمدد الإسرائيلي السريع ليصبح الأمر أشبه بالنزال ما بين صد ورد بين الجانبين، تعب الإسرائيليون خلاله من عدم الخنوع الفلسطيني بينما يواصل الطرف الفلسطيني معاركه ضد المحتل الإسرائيلي الذي يقف معه كل الدول الكبرى في العالم، بينما يصر الفلسطينيون بثقة وإيمان على أن الله الكبير والقادر على كل شيء هو من يقف معهم في معاركهم لتحرير أرضهم حتى آخر نفس وروح فلسطينية بينما تبقى معركة (العرب) النائمة تواصل أحلامها في تنفيذ القرارات الدولية التي لم ولن تخضع لها إسرائيل أبدا وأن تقوم يوما دولة فلسطين جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل بينما يتقاسم الجانبان مدينة القدس ويكون المسجد الأقصى للمسلمين باعتباره معلما إسلاميا تاريخيا ومقدسا أيضا. ولكن لا يبدو أن كل هذا سوف يحدث مع التعنت الإسرائيلي ونرجسية قرارات قادة إسرائيل فيما يخص حق الفلسطينيين الذين تُسلب أرواحهم وتُنهب بيوتهم أمام العالم ولا يوجد من يندد سوى بعض العرب ممن لا يزالون يؤمنون بقضية فلسطين هي قضية العرب دائماً.