11 سبتمبر 2025
تسجيللماذا لم تفز أي امرأة بأي مقعد في مجلس الشورى وكان للرجل النصيب الكامل باعتلاء كل المقاعد مما يمثل ثلثي المجلس القائمين على الانتخاب وتبقى مقاعد شاغرة تقوم على التعيين لاحقا ؟! أنا أسأل بعد أن أثارت عضوة مجلس الشورى السابق الدكتورة هند المفتاح لغطا كبيرا عقب إعلان أسماء الفائزين بعضوية المجلس والذين قدّر الله أن يكونوا جميعا من المرشحين الذكور اتهمت فيه ما أسمته بــ ( المجتمع القبلي الذكوري ) أنه رجح كفة الرجال على النساء في الفوز بمقاعد مجلس الشورى وهذا أثار بلبلة كنا في غنى عنها تماما لا سيما بعد الزوابع التي سبقت أو رافقت عملية الانتخابات وقد يمكنني إعطاء العذر للسيدة هند في انفعالها الفوري الذي لم توفق من خلاله في التعبير عنه من خلال هذا الاتهام المناهض لحقيقة تقول أنه لا يوجد لدينا مجتمع يُعنى بالرجل وبمنأى عن المرأة التي تتبوأ اليوم مناصب عدة متفوقة بها على الرجل الذي قد يعمل مرؤوسا تحت إمرة رئيس امرأة وهذا لا يعد عيبا تتكافأ فيه الفرص للجنسين واُعطيت الفرصة لكليهما لتحقيق مآربه ومخططاته في العمل وارتفاع سقف الطموحات باعتلاء مناصب قيادية لم تعد تفرق بين رجل وامرأة فلم لا يجد الرجال من هذا اكتساحا نسويا باعتبار أن كثيرا من الرجال يعملون تحت إشراف مباشر من النساء العاملات والمؤهلات لمناصبهن القيادية ؟! وقد أوضحت في مقال الأمس أن عدم فوز أي امرأة بأي مقعد في عضوية مجلس الشورى لم يكن متعمدا كما رأته الدكتورة هند وغيرها ممن نقمن من خسارة النساء في سباق العضوية فعملية التصويت كانت نزيهة وتحت إشراف قضائي وقانوني ولم يكن مسموحا التلاعب بالأصوات أو حتى مواربة الباب في هذا الأمر ولكننا لا زلنا نرى المرأة في زاوية تحفظ لها خصوصيتها وإن كانت شريكة مع الرجل فيه وهذا لا يعد انتقاصا من قدرتها على مهام المجلس الكبيرة لكن يبقى للمرأة وضعها الذي لا يسمح للجميع بتجاوزه في دواعي التواصل معها بأي صورة كانت وشيمة رجال قطر أن يمنحوا هذه الخصوصية للنساء حتى وإن كن يتصدرن أعلى مراتب العمل من باب التأدب معها لا استصغارها أو تشبيه قلة الأصوات الممنوحة للمرشحات على أنه تهجم من مجتمع قبلي ذكوري على آخر نسوي ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تجرنا مشاعرنا الانفعالية أن نعبر عنها بهذا اللفظ ولا نعطيها مساحتها لدراسة ما حصل واستيعاب ما جرى بصورة أكثر رؤية وتمعنا لا سيما وإننا في منأى تماما عن إثارة أي بلبلة لا داعي لها وليس من الواجب علينا إثارتها خصوصا وإن الترشيح كان مفتوحا للجنسين كما أن التصويت لاقى إقبالا كبيرا من النساء أيضا فلماذا لم ترشح المرأة مرشحتها المرأة وتغلّب كفتها في عملية فرز الأصوات التي لاقت منافسة شديدة في تقارب عدد الأصوات بين المرشحين الرجال إن كان يجب أن نأخذها من هذه الزاوية ولا يجب فعلا أن تؤخذ من هذا المنطق والجدل العقيم ؟!. الانتخابات مضت وعملية التصويت سارت بنجاح وإعلان النتائج أظهر أخلاق المتنافسين الراقية بحيث بارك الجميع من نفس الدائرة أخاهم الفائز بعضوية المجلس متمنيين له التوفيق والنجاح في مسيرته القادمة لخدمة البلاد والعباد ومعزين أنفسهم بأن يحالفهم الحظ في الدورات القادمة ولذا لم يكن أحد خاسرا لحرب الانتخابات لكنه خسر معركة التصويت وهو أمر لا يجب أن نعلق عليه بجملة (مجتمع ذكوري) فنثير بعدها لغطا حتى من جموع النساء اللائي لم يستسغن هذه الجملة وهن يرين بأنهن لم يكن ليصلن إلى ما وصلن إليه إلا بفضل من الله وتوفيقه أولا ثم برؤية القيادة الحكيمة في قدرة المرأة على أن تصل لأعلى مستويات الجهد والعمل دون أن تلقى مزاحمة من الرجل ولكن مشاركة منه وهذا أبلغ ما يقال عنه أنه مجتمع يقبل القسمة على اثنين الرجل والمرأة معا !. [email protected] @ebtesam777