13 سبتمبر 2025

تسجيل

حاجة مجتمعنا العربي إلى التربية الزواجية!!

05 أكتوبر 2015

مع إدراك كل إنسان عربي لظاهرة اندثار الوئام الأسري، وتراجع المودة والرحمة في معظم البيوت العربية، فالقليلون هم الذين يتساءلون عن الأسباب التي تكمن وراء فشل بعض العلاقات الزوجية وتدهورها.فلنبدأ من أول السطر..إن هذه المشكلة تتولد بدايةً من عدم اختيار الرجل لشريكة حياته بحريته الشخصية، أو بالشكل الذي يريده ويريحه ويتمناه، فاختياره لعروسه غالبا ما يكون عن طريق التصويت والإجماع من قبل الأهل والأقارب وبالأخص "الوالدة" فتراها من وجهة نظرها في الفتاة المناسبة لابنها، فالزوجة المثالية في نظر أم كل شاب مقدم على الزواج هي التي لا تناقش ولا تتكلم والتي تتحشم في ملابسها (أو تتبرج) – حسب ثقافة أم العريس - وتعرف كيف تدبر أمور حياتها وتسايرها في زيارتها للجيران والأقارب ولا تعرف إلا كلمتي: حاضر ونعم!! أما عن ثقافة العروس أو المستوى الدراسي لها فلا ضرورة لهما عند أم العريس!!.ومن جهة أخرى، هناك ظاهرة الزواج من ذوي الأنساب والألقاب أي زواج المصالح، فإذا ارتبط شخصان أو أسرتان من خلال علاقة (خذ وهات) وأرادا تقوية هذه العلاقة وتنميتها، سعيا إلى أن تكتمل بعلاقة أسرية مبنية على المصلحة المشتركة بين هؤلاء المستفيدين أصحاب المصلحة الحقيقية في هذه الصفقة، ويكون الثمن هو مستقبل الابن والابنة معا فهما الضحية بكل تأكيد ويبدأ مسلسل التنكيد على الزوج بدفع ضريبة زواجه غير المدروس وكأنه اشترى تعاسته بيديه وتبدأ المأساة فهي حاضرة في جميع المناسبات.والعروس المثالية بنظر أم العريس الجاهلة هي تلك التي تهتم بها، وتقضي معظم اليوم والليلة خارج البيت أو داخله معها. ويبقى الرجل/ العريس بين نارين: رضا الوالدة أو الحرمان من حياة هادئة، فهو دائما في آخر قائمة حسابات زوجه المتفرغة لإرضاء أمه. وهناك حالات أخرى من جهل الزوجات الشابات، فبعضهن تتصرف دون وعي لكي لا يفوتها إعجاب الأخريات وتعليقاتهن على ما تقتنيه من أحدث الموديلات في الملابس والأجهزة المنزلية والديكورات مما يكلف الزوج ما لا يطيق من النفقة، وهي لا تدري أنها بذلك تنسف حياتها وحياة من معها فما تفعله سيوصلها إلى نهاية مسدودة وحينها لا يمكن الرجوع. مثل هذه الممارسات تجعلنا نرى بعض الرجال يتجه بنظره خارج البيت، ليس رغبة في التجديد أو لأن تجربته الأولى أعجبته فيريد أن يكررها، بل هروب من جحيم البيت، وقد تكون زوجته على قدر من الجمال ولكن الحرمان العاطفي الذي يعيشه – نتيجة انكبابها على ذاتها وإهمالها زوجها - يجعله يبحث عن ملجأ آمن حنون يرتمي إليه دون النظر إلى العواقب. ولو أنصفنا لقلنا إن الرجل مظلوم في هذه النقطة، فبدل أن تركض الزوجة لزوجها عندما يأتي منهكا من عمله، وتجعل بيتها جنة يسكن إليها زوجها وتكون مقرا لحفظ أسراره، وتحاول أن تسد الثغرات التي قد يراها شاغرة بإحساسها، وبما أعطاها الله من قدرة وحنان تجعله يكره اليوم الذي قرر فيه الزواج!! وهذه نهاية الاختيار السيئ وإشراك من لا يعنيهم الأمر في تقرير حياة لن يعيشوها ولن يتحملوا عواقب غالبا ما تكون وخيمة يكون الضحايا فيها مستقبل شباب في عمر الربيع أو أطفال يدفعون ثمن أخطاء لم يرتكبوها.ومثلما يوجد مراكز لتعليم المرأة أمور الحياكة والتطريز والموضة وألعاب القوى أرى ضرورة وجود مراكز ومؤسسات للتربية الزواجية بهدف توعية المرأة بأمور الحياة الزوجية يشرف عليها متخصصون في العلاقات الاجتماعية بالمجتمع. وقبل أن تتزوج الفتاة عليها أن تحضر ندوات تتعلم منها كيفية التعامل مع الزوج. ولا أعتقد أن في ذلك حياء وخجلا لأن ما يحدث الآن في بعض الأسر يبعث على الخجل فعلا. والأمر نفسه ينطبق على الشباب من الرجال المقبلين على الزواج ليتعلموا حقوقهم وواجباتهم وحقوق الزوجات وواجباتهن.