12 سبتمبر 2025

تسجيل

الزولات همم إنسانية

05 أكتوبر 2015

* لم يجتمع إخوتنا العرب خلال السنوات الأخيرة علی رأي واحد قاطع قدر إجماعهم علی نخوة "الزولات" وهمتهم العالية، والتي كانت عيانا بيانا خلال أحداث التدافع بمنی أثناء موسم الحج الأخير. * تدفقت أخبار كثيرة من شهود العيان مسجلة إعجابها بتلك الشهامة والنخوة وسجلتها كأسطورة لم يشهدها التاريخ الحديث، أحمد المطيري رجل أمن سعودي طرح عدة أسئلة، أي سر أودعه الله فيك الله أيها "الزول"؟ أي روح خلقها فيك الله أيها "الزول"؟ أي شيم خصك الله بها أيها العربي الإفريقي؟ بل أيها المخلوق السماوي الرباني؟ ليأتي رده والله لقد حيرتموا فينا العقول وعلمتمونا أن لا معقول يكون المعقول وأن لا شيء يسمی المستحيل، وهكذا تدفقت مشاعر وكلمات إعجاب عفوية ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كانت تلك الأحبار عبرت عن موقف الزولات البطولي الإنساني، فإنني ونيابة عن كل السودانيين، أستطيع أن أقول إن ذلك الموقف نابع من شعور عميق وأصيل متجذر فيهم. * لم يكن مجهزا ولا مبرمجا ومعدا خلف عدسات وفلاشات الكاميرات، بل نخوة عفوية أملتها اللحظات الحرجة التي مر بها نفر من الحجيج نابعة من الوجدان صنيعة اللحظة التي اختنق فيها حجيج الرحمان وتدافعوا في مشعل منی المبارك، فظهرت معادن الرجال وتجلت الجوهرة الأصيلة، والموقف أصلا لم يكن يحتمل غير الشهامة والتضحية بالنفس لإنقاذ النفس التي كرمها الله والتدافع لعلاجها وتأمين راحتها، مضحين بسكنهم ومكان إقامتهم، وهم أغلبهم علی باب الله فقراء إلا من ثوب إحرام يسترهم، وربما شيء قليل من متاع الدنيا. * اكتب هذه الكلمات وأنا واثقة بأن هؤلاء "الزولات "اللذين خصهم الله بهذا الفعل النبيل ناموا قريري العين مرتاحي الضمير؛ لأنهم قاموا بواجبهم وبعفوية لا ينتظرون عليها شكرا، لكنها أخلاق العرب الأصيلة التي جبلوا عليها وشيمة المسلم نحو أخيه المسلم. * وإن كان "الزولات" هبّوا رجالا ونساء في تلك الفزعة فإنهم أيضا سعداء بكلمات الشكر والامتنان التي تدفقت أيضا صادقة عفوية مسجلة سيمفونية نظيفة في أيام مباركة لكيفية العلاقة الأصيلة التي تربط الإخوة العرب والمسلمين بعضهم بعضا. همسة : كيف يمكن استثمار هذا النبض الطيب لصالح البشرية جميعها.