11 سبتمبر 2025
تسجيلقال تعالى "فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره" فعلاً إنها لكلمة من خالق السماوات والأرض يحث فيها عباده على عمل الخير دون ان يحدد نوعه مهما صغر فالمرء منا مثاب عليه وهذا رحمة منه جل وعلا لعباده ودعوة لنا لأن نتسابق في عمل الخير مهما كان حجمه صغيراً أو كبيراً فعنده له قيمته ومن ثم يجازينا به ويزيد من رصيدنا عنده من الحسنات التي هي العمود الأساسي لنا حتى تدخلنا الجنة التي هي مطلب كل فرد منا فهي التي فيها ما خطر على بال أحد من النعيم الذي تشتاق له النفس البشرية وحسبي من هذا الرجل الذي أدرك هذه الآية الكريمة رغم كبر سنه وعجزه الذي آثر أن يستعين به على عصا يسير بها لتقيه من تزاحم الناس في تلك البقعة المباركة حول البيت الحرام الذي سار يطوف حوله وهو يحمل في يده عصاه وفي اليد الأخرى علبة ورق يتناول منها من شاء من الذين يطوقون حول البيت العتيق لكي يزيل عن جسده أو وجهه ما يظهر عليه من العرق من جراء الزحمة وحرارة الجو من حوله فكم هو عمل بسيط ولا يكلف المرء منا الكثير الا أنه عمل كم يمكننا أن نجني من ورائه الكثير الكثير من الحسنات التي نحن بحاجة لها من خلال ما تجود به أنفس الذين يستفيدون من هذا العمل البسيط الذي لم يخطر على بال أحد منا، الا أن هذا الذي بدأت على وجهه علامات السنين أدرك أن هذا هو ما قال عنه سبحانه وتعالى "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره"، هذه هي الآية وهذه هي الذرة التي نحن لا ندرك معناها وقيمتها الا عندما نرى بأعيننا العمل الذي يقدمه المرء بالرغم من صغره ولم يخطر على بالنا أن نقوم به الا أن هذا الشيخ أدرك ذلك فقام به لأن السنين علمته انه بالإمكان أن يستفيد من هذا ويكسب من ورائه الكثير الكثير من الحسنات التي ترفع مكانته عند خالقه وتعلو بمنزلته في الجنة التي وعد بها من يعمل من أجل أن يفوز بها لادراكه أن من آمن به وصدق بتلك الرسالة التي جاء به سيد الخلق تحث على عمل الخير مهما كان صغيراً فإنه سيلقى جزاءه ويقول الشاعر الخطيئة: من يـفعل الخـير لا يـعـدم جـوازيـه لا يــذهب الـعـرف بين الله والناس ويقول أفلاطون: لا تحقرن قليلاً من الخير تفعله، فإن قليل الخير كثيره. ويقول المثل التركي: اصنع جميلاً وارمه في البحر، فإذا تجاهله السمك فإن الله يحفظه. ويقول المثل الفرنسي: كـل شيء يزول الا العمل الصالح. من روائع الحكمة. ويقول عليه الصلاة والسلام: اتقوا النار ولو بشق تمره. كم هو درس تعلمناه منك يا شيخنا الجليل وأين في تلك البقعة المباركة التي نسأل الله أن لا يحرمنا من رؤيتها طالما أننا على هذه البسيبطة.