12 سبتمبر 2025
تسجيلسنة دراسية موفقة على الجميع بإذن الله من معلمين وكوادر إدارية وعاملة وطلاب يعدون الأيام والأعوام لينتهوا من عبء الدراسة التي باتت تضع ثقلها في أعوام طويلة بينما تقلصت أيام الإجازات كثيرا فبات الجميع يرى الدراسة وكأنها مهمة يجب أن يؤدوها ثم تنقضي بحلوها ومرها معا، وبالأمس توجه مئات الآلاف من طلابنا إلى مدارسهم بين متثاقل يجر قدميه جرا كعادة المتكاسلين والذين رغبوا بأن تغلب أيام اللعب على السوني والآيباد على أيام المدرسة وبين متحمس لها واستقبال العام الجديد بروح جديدة وصف جديد واصدقاء جدد أيضا، ولكني اليوم لن أتحدث فيما سبقني له الكثيرون وما رأيته بالأمس بين أبناء أخي الذي ذهب أحدهما متراخيا بينما غادر الآخر نشيطا، ولكني أود أن أتحدث عن جزئية تبدو صغيرة في ظاهرها لكنها كبيرة في جوهرها وتكاد أُسر بأعداد كبيرة تئن من وطأتها وهي المستلزمات الدراسية التي تطالب بها المدرسة أو الكادر التعليمي من الطلاب بصورة تفوق إمكانيات بعض العوائل التي ترى أنها مبالغ بها لا سيما إن كان لديها أكثر من طفل واثنين في المدارس فكيف لها أن تؤمّن طلبات كل معلمة ومعلم لكل طالب لديها وهي بالكاد قد دفعت رسوم الكتب والمواصلات لكل منهم؟! فقد أخبرتني بعض المتابعات بأن معلمات أطفالها العام الماضي قد طلبن أقلاما ورزما من الأوراق الملونة ووضعت خطة عمل لكل طالب في عدد اللوحات الجدارية التي يجب أن ينفذها بأفكار (ابتكارية) تندرج حسب قولها تحت علامات النشاط للفصل الواحد وقد أخبرتني هذه الأم أن اللوحة الواحدة الذي لا ينفذها الطفل ولا يعي منها شيئا سوى في ضرورة حملها وتسليمها للمعلمة تستهلك مالا ووقتا وجهدا بشكل لا تتخيله هذه المعلمة التي قد تصلها اللوحة وتعجب بها أو لا تعجب من الأساس، ويذهب كل هذا هباء منثورا، فهل يستحق الأمر كل هذا العناء مع الأهل الذين يُرهقون فكريا وماديا وصحيا لأجل متابعة أبنائهم في الدراسة والمراجعة وحل الواجبات اليومية لتأتي هذه الطلبات التي يمكن أن تكون من (الكماليات) خصوصا وأنها تكون وفق اشتراطات معينة تخترعها (المعلمات) باعتبارهن أكثر من يتفنن بها من المعلمين الذين يبدون أكثر تكلفا مع مثل هذه الأمور؟! لم على ولي الأمر أن يصنع من لوحة ورقية جدارية لوحة فنية مبهرة لا تقوم على توصيل فكرة مضمون الدرس الذي تحتويه بقدر ما يجب أن يتضمن ألوانا ومجسمات وتكاد تنطق من شدة واقعيتها وتتكلف من المال والجهد والوقت ما يضغط على كاهل هذه الأم أو ذاك الأب؟! فرجاء خففوا من الطلبات غير الضرورية وتأكدوا بأن هناك أُسراً متعففة يعلم الله كيف تتكفل بأبنائها ولا تتحمل مزيدا من التكاليف التي ترهق جيوبها ونفوسها خصوصا إذا كانوا قد ألحقوا أطفالهم بمدارس خاصة فهذه قصة أخرى كبيرة لا يمكن إلا أن تزيدهم ثقلا فوق الآخر لعدم استيفائهم الشروط التي تمكنهم من الالتحاق بالمدارس الحكومية الأخف في التكلفة، والتي لا تطالبهم سوى بتكلفة الكتب والمواصلات فقط وهو عبء مقدور عليه مقارنة بمن يتكفل بقيمة الرسوم الدراسية الباهظة في المدارس والروض الخاصة التي لا تندرج تحت الهيئات الدراسة عالية التكلفة، ومع هذا تظل غالية عليهم خصوصا إن كان لديهم أكثر من ابن وصل لسن الدراسة سواء للروضة أو للمدرسة فلا ترهقوا هؤلاء بطلباتكم واجعلوهم منشغلين بترتيب أمور حياتهم ودراسة ما يجب دفعه للضروريات وتهميش ما يمكن أن يكون من الكماليات فعلا حتى وإن كان المعلمات أو المعلمون يرونه أساسيا وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنه لا يضفي شيئا على مادتهم فارحموا هذه الفئة وغيرها حتى من القادرين على طلباتكم التي يكون بعضها تعجيزيا!.