25 أكتوبر 2025
تسجيلأحمد موظف نشيط وشغوف بعمله، ولكنه يتخوف من الوقوع في الخطأ عند إنجاز مهامه. وبسبب هذا التخوف المبالغ فيه فقد كان يسأل مديره ويستفسر منه كثيراً عن أي مهمة يقوم بها، بل ويسأل عن أدق التفاصيل، مما يسبب الإزعاج لمديره. فَلَو طلب منه مديره أن يكتب تقريراً، فهو يسأل عن هدف التقرير، والمواضيع التي يتطرق إليها، وشكل التقرير، وعدد الصفحات، بل وحتى حجم ونوع الخط الذي يستخدمه لكتابة التقرير، وما إذا كان بإمكانه إدراج بعض جداول المقارنة أو رسوم بيانية توضيحية قد يحتاج لإدراجها في التقرير. ولكثرة تلك الأسئلة، تكون النتيجة كثرة المعايير التي يطلبها المدير، والتي تقيد عمله وتجعله صعباً. يجب أن تفرّق بين الأسئلة الاستيضاحية لزيادة الفهم، وبين الأسئلة التي تتعلق بالتفاصيل. فالسؤال بهدف الاستيضاح يكون سؤالاً عاماً، الهدف منه استيضاح الفكرة العامة للعمل المطلوب. ولكن السؤال عن تفاصيل أداء العمل فهو أمر مذموم، وسيضيق عليك العمل الإبداعي، وسيزيد من المعايير التي ستجعل أداء المهمة صعباً. ويظهر ذلك جلياً في قصة اليهود عندما طلبوا من موسى عليه السلام سؤال الله جل جلاله عن مواصفات البقرة التي أُمروا بذبحها، وقد كرروا الأسئلة عدة مرات وفي كل مرة كانت المعايير تزيد من صعوبة المهمة، كما ورد في سورة البقرة. الشخص الناجح والمبدع هو الذي يركز على النتائج أكثر من الكيفية، فالمدير يهمه أن تكون النتائج صحيحة وفي وقتها المحدد، أما الطريقة فهي من مسؤولية الموظف، وكل شخص قد يبدع بطريقته للوصول للهدف. بسط الأمور، واترك مجالاً لإظهار إبداعاتك وجهدك وطريقتك الخاصة في التفاصيل، فكثرة الأسئلة عن التفاصيل قد تحرج الشخص الآخر وتغضبه، وقد يصل به الأمر لمرحلة التحدي وطلب المستحيل.