12 سبتمبر 2025

تسجيل

العيد مع الحصار

05 سبتمبر 2017

لا يوجد من أيام أعظم من هذه الأيام الكريمة من استقبال عيد الأضحى المبارك الذي يستقبله الملايين من المسلمين في كل مشارق الأرض ومغاربها لما يحمله من مناسك وشعائر دينية تحمل في بواطنها الرحمات والنفحات الدينية والتواصل الاجتماعي داخل الأسرة والعلاقات الاجتماعية بين أفراد العائلة الواحدة وخارجها على المستوى المحلى والعربي والخليجي. وتكاد هذه الأيام ينتظرها الكثير منا لصلة الأرحام والتواصل مع الكثير ممن نعرفهم من الأهل والمعارف ولكن ربما يكاد هذا العيد قد غمت غمامة الحزن بأكمله في استقبال مناسك الحج في ظل أجواء الحصار المؤلم، وتكاد أجواء سياسية واجتماعية تعايشناها ولكن لم تكن حتى في خيال أحد منا، بشكل عام ونحن محاصرون من أخوة تربطنا الروابط الجغرافية والدينية والاجتماعية في منطقة واحدة نتجولها على مدار العام وكأنك تنتقل في أجواء منزلك، وإضافة إلى روابط المصاهرة بين دول الخليج بأكمله، ولا تجد بيتاً قطرياً أو خليجياً إلا وفيه نسب ومصاهرة من دول البيت الخليجي وكيف نتخيل دموع الأمهات والآباء والزوجات والأزواج والأبناء في ظل أجواء دينية واجتماعية قد حث فيها الدين والسنة على التراحم والتلاحم والترابط بينهم، ويأتي اليوم وتجد الكثير من الأسر تعيش حزناً وألماً وبكاء وحسرة لأنها لم تستطع أن ترى ابنها أو أحفادها، وإذا أرادوا ذلك يستطيعون اللقاء في أية دولة أخرى وربما هذا ما فعله الكثير ومن يمتلكون المقدرة الصحية والمادية، ولكن كبار السن والمرضى وكثير من الحالات الإنسانية والاجتماعية ولديهم ظروف مادية محدودة وصعبة ماذا يفعلون وتحولت حياتهم إلى معاناة اجتماعية وهم لا يعلمون ما نهاية هذا الحصار الجائر الذي أصاب الجميع بالشلل الإنساني والاجتماعي والاقتصادي ويدفع ضحيته بالدرجة الأولى الشعوب وكأنهم في ملعب كرة ومن سوف يحقق الهدف والمئات والكثير دفعوا الضريبة الكبيرة والمأساة التي تعيشها الكثير من البيوت والأسر الخليجية في الوقت الحالي، ولا نعلم من المستفيد من نهاية التعسفات السياسية، وتحول العيد ومناسك الاحتفال به إلى حوارات سياسية بين أفراد الأسرة والمجتمع ونسينا الأجواء التي ننتظرها كل عام في التلاحم والتزاور، وهذا ناهيك عن أن الكثير من الأصدقاء الخليجيين يلتقون في العيد بحكم ضغوطات العمل وربما يعتادون الزيارة منذ سنوات وهذا العيد اختلفت نكهته مع الجميع ولم نلتق مع أحد والسبب الحصار المؤلم على الجميع، والألم الأكبر الفجوة الاجتماعية والعاطفية والإعلامية التي زرعت بين العلاقات الاجتماعية بين الشعوب وسببها خطابات الكراهية، والمؤسف خسر الكثير منا العديد من العلاقات الاجتماعية بلا وعى ولا معرفة وانجراف وراء الأحداث السياسية والإعلامية، ومن زاوية أخرى حرمان الكثير هذا العام بعد أمنية كان ينتظرها طوال حياته لأداء مناسك الحج وحرمهم الحصار من تأديتها ولا يعلمون هل سيستطعون العام القادم أم لا في ظروف سياسية أفضل وهناك العديد من المآسي الاجتماعية التي حلت على المنطقة الخليجية بدون أذن مسبق ولا نعلم ما تخفيه الأيام القادمة بعد صدمة الحصار المؤلمة.. ولكن ما نأمله صحوة القيادات والرؤساء والملوك والأمراء إلى سرعه التلاحم بين البيت الخليجي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه المرحلة القادمة وأن نفتح أبواب الحوار والتنازلات الأخوية وأن نجعل استقرار البيت الخليجي والشعوب الخليجية والعربية هي الهدف الأول في المقدمة لأن الرياح الشديدة لن تستأذن أحداً إذا قدمت على البيت الخليجي وكما حدث بالربيع العربي، ونحن نثق في قراراتكم ونزاهة عقولكم فيما يحدث الآن خاصة أنكم تعلمون علم المعرفة أن هناك من هو مستفيد كل الإفادة من تشتت البيت الخليجي ولا يفكر سوى في مصالحه الاقتصادية والسياسية. [email protected]