17 سبتمبر 2025
تسجيلقصة (دموع مختلفة): "قصَّ عليها رؤياهُ في ثوان، فمسحت الدمعة الأولى من خده. بعدها بدقائق أسقطت أمطارًا من الدموع، حيث كان يُمهّدُ لإخبارها بقراره الزواج من أخرى".نحن هنا أمام مشهد درامي مثير، ولعل الزواج من أخرى يعتبر من المحرمات والمأساويات لدى المرأة الأولى. وهو موضوع اجتماعي هام، إذ يستحيل أن تتنازل المرأة كي تحتل أخرى مكانها، أو على الأقل تكون على خط متوازن معها في احتلال قلب وتفكير الزوج. كان استخدام كلمة (رؤياه) موفقا جدًا، حيث جسّدت الحالة التي قد تكون مختلقة أو لربما غير صادقة. لأن الرجل إن كان يحبُّ زوجته هذا الحب الذي يجعله يذرف الدموع، لن يُقبل على الزواج من أخرى؟! هل هي دموع التماسيح؟ أم أن الزوج يريد خداع زوجته بتلك الدمعة، والتي قامت الزوجة بطيبتها، بمسحها بيدها، قبل أن يُفجّر القنبلة في وجهها. ونلاحظ جملة (أسقطت أمطارًا)، جاءت في مقاربة مع (الدمعة الأولى)، التي سقطت من عين الزوج. كما أن فعل (السقوط) لم يأت عفويًا، كما هو الحال في (فسقطت أمطارٌ)، بل يُنبئ المشهد عن أن الفاعل هي الزوجة، وهي من قام بفعل الإسقاط. فهل نحن أمام حالة صدق من قبل الزوجة؟ أم أنها حالة مختلقة أيضًا! كما هو حال الزوج! ولقد جاء العنوان جزءًا من القصة (دموع مختلفة)، حيث يضع القارئ في مكان التوجس والبحث عن مدى صدقية أي من الدموع (دمعة الزوج) أم (أمطار دموع الزوجة)!هكذا تسير قصص الكتاب في 115 صفحة من القطع المتوسط، سلاسة، جمال الوصف، شفافية البديع، التركيز والتكثيف، الوضوح والغموض في آن واحد، كي تتاح الفرصة للقارئ لاكتشاف معالم المعاني المتوارية خلف الكلمات.ظاهرة جميلة في منطقة الخليج العربي، نأمل أن يتم تناولها بالبحث والدراسة.