08 أكتوبر 2025

تسجيل

كلام في السياسة

05 سبتمبر 2013

خضت تجربة الكتابة في السياسة، لطخت مداد قلمي في دهاليزها المؤدية الى مجهول لا يعرف مداه، خضت التجربة وانا في عنفوان اندفاعي للكتابة عن القومية والعروبة ومواجهة نظرية المؤامرة المسيطرة على عقولنا الغضة، اعتقدت انه لا شيء ينبغي أن يحول دون قول الحقيقة، صدقت مقولة "إن سياسة الكتابة الصحيحة هي قول الحقيقة"، خُدعت حين ظننت انني استطيع تسمية الأشياء بأسمائها، فانتبهت إلى أن الصحيح في عرف السياسة الامتناع دوماً عن تسمية الأشياء بعكس أسمائها أو بغير أسمائها. لأن قول الحقيقة أصلاً مستحيل. الآن ومنذ انطلاقتي في كتابة هذه الزاوية "صد ورد" تركت لقلمي السباحة في فضاء الوطن والانكفاء نحو الداخل، لاقتناعي بأن ما نحمله من هموم الوطن اكبر بكثير من هموم الأمة، التي ضاعت هويتها في أتون هذه السياسة البغيضة التي جعلت الأخ يضرب أخاه، والحاكم يبيد شعبه الآمن بمقولة: "إما أحكمكم أو أقتلكم"، هذا التناقض منبعه الواقع، وتغيير الواقع هو الذي قد يتكفل بإزالته، وهذا ما أدى إلى حالة الانحدار الذي يعيشه شعبنا العربي الأبي.. الكتابة والتفكير المستمر في قضايا الأمة مؤرق جداً، والقدرة على استشراف المستقبل ومواجهة تحديات الحاضر صارت عصية، أمازلنا نملك القدرة على الكتابة في السياسة، بعد أن غاب المنطق عن عقول حكامنا..؟ اسمحوا لي أن أقتبس (أرجوزة) من أحد المهتمين بالواقع، وهي فعلاً تعبر بسخرية عن واقعنا المتدهور فماذا تقول؟: حسني سجن مرسي.. ومرسي سجن حسني.. مرسي عيّن السيسي.. والسيسي سجن مرسي.. السيسي يفرج عن حسني.. وبطتنا بطت بطتكم.. وبطتكم بطت بطتنا!! أحد فاهم شي.. طيب حاول تفهم هذي: ايران مع بشار الأسد.. دول الخليج ضد بشار.. بشار ضد الإخوان.. الإخوان ضد السيسي.. دول الخليج مع السيسي.. وهي ضد الإخوان.. ايران مع حماس.. حماس مع الإخوان.. أمريكا مع الإخوان.. حماس ضد أمريكا.. تركيا مع دول الخليج ضد بشار.. والإخوان ضد السيسي في مصر.. ويختتم أرجوزته الساخرة بقوله: نفسي أعرف انتو مين ونحن مين وذول مين..؟ صدق القذافي حين صرخ "من أنتم؟"، لقد ظلمناه وقلنا عنه مجنون، لأنه كان مندهشاً ويحاول أن يعرف: هم مين بالضبط..؟ ونحن في هذا الوضع نطرح ذات السؤال: "انتوا مين؟" بعد كل هذا وتريدون أن نكتب في السياسة؟ سامحكم الله وسلامتكم