14 سبتمبر 2025

تسجيل

عن أهمية المصالحة الفلسطينية .. مرة أخرى

05 سبتمبر 2013

المصالحة الفلسطينية هي المطلوب تحقيقها قبل أي شيء آخر ,لأنها ضرورة موضوعية ومهمة وطنية وتخدم المشروع الوطني الفلسطيني . نقول ذلك تعليقا على حدث مهم : لقد فاجأ إسماعيل هنية رئيس الوزراء في حكومة سلطة غزة،الفلسطينيين, حين دعا الفصائل الفلسطينية كافة للمشاركة في السلطة القائمة في القطاع! بدايةً لا نعرف هل جاءت هذه الدعوة بنوايا صافية تقصد ما تقوله أم أنها جاءت تعبيراً عن الأزمة التي تمر بها حماس بعد التغييرات الأخيرة في مصر.بغض النظر عن النوايا فإن الدعوة تشكل: خطوة إلى الأمام إذ إنها تجيء في وقت تحتاج فيه فلسطين إلى المصالحة قبل أي شيء آخر. مما لا شك فيه أن حماس تعيش إشكالات سياسية بعد هدم الأنفاق المؤسف, والتي كانت تعتبر رئة ومتنفسا وحيدا لأهلنا في القطاع. هذا في ظل استمرار الحصار الصهيوني على أهلنا هناك، والإغلاق المستمر (يُفتح بشكل جزئي) لمعبر رفح. رد فعل الفصائل الفلسطينية على دعوة هنية في معظمها جاءت بالرفض, وذلك لأسباب كثيرة أبرزها:أن للعديد من الفصائل موقفاً يتمثل في رفض اتفاقيات أوسلو وما أسفر عنها من نتائج , والسلطتان سواء في رام الله أو غزة بالمعنى الفعلي هما أحد هذه الإفرازات, والدليل على صحة ما نقول: أن كلا السلطتين محتلتان فعلياً.السبب الثاني:أن الفصائل كافة لا تريد تحمل مسؤولية ما فعلته حماس في الطرق والوسائل التي ما تزال تحكم بها الفلسطينيين في القطاع، ولعل من أبرز هذه الوسائل:عقد هدنة طويلة مع الجانب الإسرائيلي, ووضع عقبات أمام الفصائل الأخرى, من المقاومة. من الأسباب أيضاً:أن هذه الدعوة تأتي في ظل الانقسام الفلسطيني ,وأية مشاركة من الفصائل الأخرى (غير فتح التي رفضت العرض) في السلطة في غزة ,ستفهم على أنها تعزيز للانقسام السياسي والجغرافي الذي يعاني منه شعبنا لسنوات طويلة. لكل ذلك, فمن يستطيع تقديم هذا العرض, فليقطع خطوة جريئة باتجاه المصالحة, واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية, وبخاصة في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة التي تمر بها قضيتنا ومشروعنا الوطني.ندرك بالطبع وجود أطراف في كل من حركتي فتح وحماس لا تريد المصالحة (وإلا لكانت قد حدثت منذ زمن طويل)، وندرك أن هناك طرفاً في حركة فتح أخذ ينادي مؤخراً: باعتبار الانقسام حقيقةً واقعة،لذا يدعو إلى اعتبار غزة إقليماً متمرداً , وإلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية دون قطاع غزة، أو يدعون إلى الترشيح والتصويت في غزة بواسطة البريد الإلكتروني!هذه الدعوات تصب في مجرى تكريس الانقسام. مؤسف لكل أبناء شعبنا الفلسطيني أن تكون حماس في وضع صعب ,.حماس لم تعمل وفقاً لضرورة وجود خصوصيتها الفلسطينية ,في أهمية امتلاك علاقات جيدة مع كافة الدول العربية .الذي يخلّص حماس من إشكالاتها هو تجاوز الانقسام والعودة بالصف الفلسطيني إلى الوحدة.هذا الموقف لا يُنهي مأزق حماس فقط لكنه يعمل على تجاوز المأزق السياسي الذي تمر فيه السلطة الفلسطينية في رام الله وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية فالساحة الفلسطينية كلها في ورطة، والسلطة مدعومة من حركة فتح. مأزق السلطة يتمثل في العودة للمفاوضات!. العودة للمفاوضات بعد تجربة عبثية لها طوال عشرين عاماً.هذه المرّة الذي زاد الطين بلّة هو: عودة السلطة إلى المفاوضات في ظل الاستيطان الإسرائيلي والرفض الصهيوني لكامل الحقوق الوطنية الفلسطينية. الذي يضاعف ويعاظم هذا المأزق أيضا :خيار السلطة الاستراتيجي في الوصول إلى الحقوق الوطنية لشعبنا من خلال أسلوب المفاوضات, لذا فإن المباحثات مع الكيان هذه المرة لها طعم مر...ومذاق كريه. مما سبق:يتضح أن الساحة الفلسطينية تمر في مرحلة لا تُحسد عليها،لذلك ندعو إلى تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين حركتي فتح وحماس حول المصالحة.بعد إنجاز هذه المهمة الصعبة على كافة الفصائل الفلسطينية دون استثناء: الوصول إلى القواسم المشتركة على الثوابت الوطنية ,وإجراء مراجعة شاملة مشتركة لمسيرة النضال الوطني منذ توقيع اتفاقيات أوسلو وصولاً إلى الأحداث الأخيرة،والعمل أيضاً على إحياء منظمة التحرير الفلسطينية ودخول حركتا حماس والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى في مؤسساتها , والاتفاق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة الغربية وقطاع غزة ,تحت عنوان واحد, هو:الوحدة الوطنية الفلسطينية. من دون ذلك سيزداد الوضع الفلسطيني تعقيداً أكثر مما هو عليه من انقسام وتعقيد، وسيتأخر المشروع الوطني عشرات السنين إلى الوراء في الوقت الذي تتكالب فيه المؤامرات الإسرائيلية - الأمريكية - الغربية من أجل تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي.