10 سبتمبر 2025

تسجيل

شاء نتنياهـو أو أبى بن غفير

05 أغسطس 2024

من المفترض وبحسب تصريحات شبه مؤكدة لمسؤولين أمريكيين إن مقالي هذا سوف يُنشر وقد وجهت إيران ضربة عسكرية على تل أبيب ردا على عملية الاغتيال التي استهدفت قائد المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية فجر يوم الأربعاء الماضي في العاصمة طهران فإن كانت قد وقعت فإن تهديدات إيران التي أعقبت الاغتيال لم تذهب سدى ولم تكن طلقات في الهواء وإن لم تقع فإن الأمر يبدو مثل سابقيه من كم التهديدات الإيرانية التي لطالما سمعناها ولم نر شيئا منها وقد يكون الهجوم مؤجلا إلى حينه خاصة وإن حزب الله اللبناني لم يكف منذ عشرة شهور عن مهاجمة إسرائيل بصواريخ ومقذوفات توجعت تل أبيب منها وترى الآن أن حزب الله يمكن أن يتعاون فعليا مع إيران لتوجيه ضربة مشتركة ضدها وفي جميع الحالات فإن نتنياهو يجب ألا يكون فخورا بقتله هنية لأن الأمور سوف تزداد سوءا عليه وعلى كيانه المحتل، خصوصا أن عائلات الرهائن الإسرائيليين قد شنوا حملة انتقادات واسعة عليه بسبب تصعيده للموقف وقطعه لطريق التفاوض مع حماس لتحرير أبنائهم باغتياله لشخصية كبيرة وحساسة مثل إسماعيل هنية رحمه الله، كان يمثل الطرف الأقوى والأكبر في النقاش حول المفاوضات التي كانت قد بدأت مبكرا وتم إطلاق سراح الأسرى من الجانبين لكن ظل عدد كبير من الإسرائيليين العسكريين في قبضة حماس ينتظرون أن يتحرك مسار التفاوض لتحريرهم لكن نتنياهو قطع كل هذا برعونته السياسية المعروفة وتحامله على إيران وحماس والقوى الفلسطينية وحزب الله معا. اليوم تشير التحقيقات الإيرانية أن هنية لم يُقتل بقنبلة مزروعة في مكان إقامته في طهران منذ شهرين كما أشارت الأخبار بداية، وإنما بمقذوف يزن رأسه أكثر من 7 كيلو جرامات قصير المدى، والأمور كلها تشير إلى وجود خونة وعملاء من داخل إيران أسهموا في تنفيذ العملية وهو أمر تعاني إيران منه منذ بدء العداء المعلن بينها وبين إسرائيل. ورغم ذاك الفراغ الأمني الذي تعاني منه إيران لشخصياتها الفذة إلا أن إسرائيل لا تزال تخاف منها، وأذكر في مقابلة تلفزيونية لنتنياهو على إحدى المحطات الإخبارية الأمريكية وفي رده لسؤال وُجه له حول أهم ثلاثة أعداء لإسرائيل أجاب مؤكدا أن إيران ثم إيران ثم إيران تمثل الثلاث خانات حيث يعتبرها العدو الأشد خطورة على «بلاده» ولا يمكن أن يخاف من أي جهة كما يخشى من إيران التي وقعت تحت مقصلة العقوبات الأمريكية والحصار والتحييد السياسي والاقتصادي ومع هذا لا تزال هاجسا للإسرائيليين الذين يفصحون عن عدم رضاهم من تزايد العلاقات العربية والإسلامية والغربية معها، ولذا من الطبيعي أن نُبقي على أمل إيران قائما في تهديد هذا الكيان دائما، ويجب أن يحدث شيء ما لإبقاء هذا التهديد حقيقة وليس على ورق متطاير خصوصا أن الخلافات الإسرائيلية في الداخل تعصف بالمسؤولين هناك وتنتقص من دورهم بعد عملية طوفان الأقصى التي هزت أركان إسرائيل بالكامل والتهديد الإيراني المستمر بأن الرد سوف يكون موجعا جدا وغير متوقع يجعلنا جميعا متأهبين له ليس لأن اغتيال إسماعيل هنية كان موجعا فحسب ولكن لأن غزة بأكملها بأطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها احترقوا بنيران هذا العدو الذي لم يعرف الرحمة، ولا يزال يرتكب مجازره ومذابحه وجرائمه دون أدنى إنسانية أو مسؤولية، ولذا إن كان هناك من سوف يشبع إسرائيل لكما ولطما فهو القادر على الأخذ بثأر الفلسطينيين و(حماس) تفعلها أيضا وسوف تزيدها كذلك كما تفعل الآن بعد أن ظن نتنياهو أن اغتيال هنية سوف يشعره بـ (الهنيّة) بعدها ولكن أستطيع أن أقول إن المقاومة الفلسطينية لن تتوقف حتى التحرر من المحتل شاء نتنياهو أو أبى بن غفير!.