31 أكتوبر 2025

تسجيل

وفازت الشورى بالمواجهة

05 أغسطس 2021

* عندما كنت أدرس مقرر المجتمع والديمقراطية والحكم الرشيد في مرحلة الماجستير في كلية الدراسات الاسلامية بجامعة حمد بن خليفة، وكان أستاذ المقرر الدكتور سيف الدين عبدالفتاح، كان من ضمن متطلبات واختبارات المقرر تنظيم مناظرة بين فريقين؛ فريق الشورى وفريق الديمقراطية، وكنت ضمن فريق الشورى. * وبعد مناظرة، طويلة سبقها استعداد وتجهيز وبحث وقراءة وترتيب أفكار الفريق وتوزيع المهام والأدوار، واختيار المتحدث للمواجهة؛ وتم اختيار طالب موريتاني يتميز بالفصاحة وقوة الحجة والجرأة في المواجهة. * وبعد مداخلات واسئلة، ومحاولة وضع كل فريق في زاوية. وتحت ضغط نفسي وشد أعصاب، يرافقه حماس ورغبة بالفوز، وبحضور عميد الكلية الاستاذ الدكتور حاتم القرنشاوي، فاز فريق الشورى فوزا ساحقا، وهزم الديمقراطيون في مواجهتهم وحججهم الضعيفة والهزيلة ساعد فيها اختيار متحدث وممثل عنهم يفتقد الفصاحة ويفتقد الحضور، المهم الفوز للشورى والحمدلله. * الشورى منهج إدارة وحكم، لا تحتاج منا الدفاع عنها، ولا تحتاج حججا وأدلة لإثبات قيمتها ومكانتها وفضلها وأهميتها في كل مكان؛ فالشورى منهج يحكم العلاقات والاجتماعات وحسن إدارتها واتخاذ القرارات الصائبة التي تخدم المصلحة ولا تخالف تعاليم الدين القويم، ولا تعارض مصالح العباد. * يكفي قيمة الشورى وأهميتها وما يكتنف عمقها ودورها في الإسلام أن أنزل الله سورة بالقرآن تحمل اسم سورة الشورى. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) سورة الشورى. * للوصول إلى الشورى والعمل بها يُتطلب الاستجابة لله في العمل بأوامره، والنهي عن المنكرات بكل صورة ومراحله، والقيام بالفروض وأركان الإسلام، وربط الآية بالصلاة كونها عمود الدين، والصلاة تستدعي الالتزام والطهارة والوصل مع خالق الكون في الصلوات الخمس والنوافل والدعاء. * دول تختار عنوان سياستها: الديمقراطية، والتوجه للبرلمان والانتخابات، وإشغال الرأي العام وبث النقل المتلفز لعمليات الانتخاب ويسبقها اعلانات وبرامج المرشحين والمناظرات بينهم، والاعلان عن صورهم والدعايات الانتخابية التي ترافقها، والاتصالات والزيارات للناخبين التي تسبقها في محاولة كسب الاصوات!. * "ما خاب من استخار، وما ندم من استشار"، الاستخارة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، وكذلك المشورة، وعندما يجتمع هذان الأمران في امر الرعايا وأمر الدولة من خلال انتخاب الاصلح، وانتخاب ذي العقل والحكمة والأمين، وصاحب الرأي الصادق، يكون هدفها انتخاب فئة تكون البطانة الصالحة التي يوكل إليها أمر الشعب والمواطن والبطانة الصالحة لحاكم البلاد في دفع مسيرة الحكم الرشيد. * الديمقراطية في كثير من الأحيان إعلان صريح لإشغال الشعوب وصرفهم عن القرارات والسياسات الخارجية والداخلية، ووجودها في دول مثل الولايات المتحدة الامريكية لإلهاء الشعوب واشغالها عن قرارات الحكومة والكونجرس وغيرها، وإذا كانت الديمقراطية التي ينادون بها كانت أمريكا أقل دول العالم اصابة بالكورونا!. * السياسة تحتاج أدوات ومناهج ومفاهيم تعززها، ومنها الادوات المتمثلة بالسياسة الناعمة أو مفهوم القوة الناعمة؛ التي تجعل للدولة الحضور والتأثير والفاعلية الدولية وفق مبادراتها الإنسانية، ووفق سعيها لرأب الصدع في مناطق نزاع وخلاف. ومن خلال التدخلات الاقتصادية والاستثمارية ومن خلال الانشطة الرياضية وغيرها من فنون الثقافة والادب تحت مفهوم القوة الناعمة. * آخر جرة قلم: من يسعى للجلوس في مجلس الشورى قبل شروط الترشح الرسمية، وقبل اعلان نية الترشح، يحتاج المرشح من الثقافة والاسلوب والذكاء الاجتماعي والحضور المؤثر، ويحتاج القراءة وفهم الواقع، وقراءة ما بين السطور في قضايا مهمة تمس المجتمع اولا وأخيرًا. وتسهم في الحفاظ على أركانه ومكوناته، ولا تقف نية الترشح للحصول على المزايا والوجاهة والحصانة لمن لا يستطيع تركيب جملة ارتجالية في اجتماع عمل ونقاش عام ولقاء تلفزيوني مسجل! المهم البداية الصحيحة لتكون النتيجة المستحقة.. والله ولي التوفيق. [email protected] ‏@salwaalmulla