22 ديسمبر 2025

تسجيل

عصا المجلــس السحــريـة !

05 أغسطس 2021

بعض الذين يتطلعون لإعلان مجلس الشورى بحلته الجديدة يتوقعون أنه سوف يملك عصا سحرية لتغيير الأوضاع في أقل من الثانية نحو الأفضل أو تحقيق الأحلام لأقل من جزء منها، ولكني أود أن أوضح لكم أن الأمر لن يكون بالشكل الوردي الفاقع الذي تتخيلونه، لكنه بلا شك لن يصبح باللون القاتم الذي يوده أعداء الحرية والمشاركة الشعبية، وهناك دول كثيرة سبقتنا في هذا المجال لكنها في مجملها لم ترقَ لتطلعات وطموح المواطنين في هذه الدول، ولذا من الطبيعي أننا حين فكرنا بإعلان وإنشاء مجلس شورى بالانتخاب كان حلمنا أن يستطيع عضو هذا المجلس أن يعبر بحرية عن هموم المواطن وأن ينتقد عمل وزارة ما أو مؤسسة، أو حتى عمل الوزير نفسه الذي لربما رأى منه متقاعسا في خدمة المواطنين بالصورة التي يتطلبها مركزه وأن يأتي الحل سريعا في الموافقة ودراسة المشاكل المطروحة وأن تكون السرعة في إنجاز هذه الحلول التي يجب أن تكون في أسرع وقت ممكن وبحسب الإمكانيات والظروف، وأن تكون هناك متابعة لإنجاز المطلوب من قبل الأعضاء أنفسهم الذين يحاول كل واحد منهم بأن يرقى لآمال الذين اختاروه وانتخبوه وفاز بفارق الأصوات عن المنافسين له وهذا هو الشكل الوردي الهادئ الذي يجب أن نتوقع حدوثه عند تناول مشاكلنا في منصة المجلس من خلال كل عضو دائرة يسعى أيضا إلى إثبات أحقيته في الوصول إلى سدة المجلس والأقدر على حماية أبناء منطقته، ولو فكر كل عضو بهذا فسوف يصبح المجتمع بأسره يزهو بشكل ومضمون راق وخال من أي سلبيات يمكن أن تقوض دور مجلس الشورى الجديد وبمصداقية أعضائه، ويبقى كل ذلك مرهونا بالعمل المرسوم وفق منهجية ودراسة فما يُبنى سريعا ينهار سريعا ونحن لا نتطلع لحلول وقتية أو كرتونية ولكننا نأمل فعلا لأن تُحل كل مشاكل المواطنين بصورة سلسلة ومتينة وغير قابلة للعودة إلى المربع الأول منها. اليوم هو اليوم الأخير للتسجيل في قيد الناخبين بعد أن بدأ التسجيل يوم الأحد الماضي وينتهي بمشيئة الله اليوم، وأنا على ثقة بأن جميع من سجلوا هم على يقين بأنهم يتطلعون بأمل نحو دور المجلس الإيجابي للوقوف على المشاكل التي لربما ظلت عالقة لسنين لكنهم يعون جيدا أن لا وجود لعصا موسى اليوم في أي مكان وتحت أي ظرف، لكن وفي نفس الوقت هم مستوعبون بأن القفزة الجديدة التي تعيشها البلاد قادرة على أن تمسك تلك العصا من المنتصف بلا إفراط في الوعود أو تفريط بثقة الناخبين للأعضاء مع الحفاظ على لغة الوعود الهادئة التي تبتعد عن التهويل في التنفيد أو التأجيل فيه ولكن وكما ندعو في كل شاردة من مقال أو واردة في تغريدة صوتكم أمانة، فحافظوا على قدسية هذه الأمانة التي تدعوكم إلى اختيار من يمثلكم فعلا لا من يمثل نفسه فقط، فالعد التنازلي سوف يبدأ مع انتهاء هذا اليوم نحو الوصول إلى مجلس بحلة جديدة وصوت ينطلق ليمثل هموم المواطن بصورة عادلة لا مبالغة فيها ولا تقصير، ولنتفكر جيدا بأن زمن المعجزات قد ولى، ولكن زمن الأفعال والهمة الجدية لا يزال متمثلا في حياتنا، ولذا الحلول ستأتي مع فرض المشكلة على الطاولة وعدم الخروج من الباب إلا وبنود الحل مرسومة وجاهزة للتنفيذ. وفق الله الجميع، ناخبا ومرشحا وحكومة وقيادة وشعبا. ‏@[email protected] ‏ @ebtesam777