18 سبتمبر 2025
تسجيلكان أغلب الطلبة من دولة الكويت ودولة البحرين وبعض القطريين في تخصص الطب، وكان مدير الجامعة آنذاك الدكتور عبدالله الرفاعي من دولة الكويت. الدراسة في جامعة الخليج العربي أوحت بشعور جديد يتلمس بُعد المسافة بين المقررات وبين الوظيفة العامة التي لا تتطلب مؤهلا بقدر ما تتطلب أداء روتينيا. كما أشعرتني بشكل لا يدع مجالا للشك بعدم حساسية النظام الإداري الحكومي أصلا للعلم كقيمة، فالدراسات العليا في وعي المجتمع لا تزال تشكل نوعا من الهروب من الفراغ الوظيفي، فبدأت أتساءل: ماذا يمكنني أن أقدم للعمل بعد تخرجي وهو قائم ومستمر بدون تواجدي كل هذه الفترة؟ ماذا يمكنني أن أقدم للعمل والوزارة أصلا كلها بدون إستراتيجية واضحة مفهومة؟ ماذا يمكن أن يقدم تخصصي الجديد أو أن يضيف لعملي السابق؟ ماذا يمكن أن يقدم مفهوم الثقافة الإسلامية الجديد الذي اكتسبته بما هي ثقافة نقد لا ثقافة رواية وقصة تاريخية إضافة لعملي السابق؟ ماذا يقدم فكر الهامش المعزول الذي درسته والمحارب من التيار العام ككتب مستقبل الثقافة في مصر "لطه حسين" وجان جاك روسو "لمحمد حسين هيكل" والإسلام وأصول الحكم "لعلي عبدالرازق" لعملي السابق؟ أدركت لحظتها وأنا مازلت أدرس أن النظام التعليمي القائم سيواجه مشكلة مع ذاته، فإما أنه يصبح العلم قيمة في حد ذاته للفرد باعتراف المجتمع، وإما أن يوقف هدر الأموال في بعثات لا تضيف إلى الإنتاج شيئا، بل تزيد من الشعور بالإحباط بعد نيل الشهادات. كانت جامعة الخليج تمثل طموح الشعوب لكن كل ذلك اصطدم بالسياسة وأهدافها المرحلية القصيرة مع الأسف. واليوم يعيش خليجنا في وضع لا يحسد عليه نسأل الله أن يُعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه ونرى مشاريع وحدوية تخدم أبناء الخليج كطيران الخليج الذي انحل وكجامعة الخليج الأمل الذي تبخر. [email protected]