19 سبتمبر 2025

تسجيل

النظام المعرفي في المجتمع القطري (7)

05 أغسطس 2019

خلاصة القول هي وجود وعي معرفي للسلطة تدير به المجتمع بشكل مباشر، وعلى الرغم من ان المسافة بين المجتمع وبين الريع سابقا كانت مقدرة اجتماعيا دون وسيلة ضغط أيا كانت، وتحمل نوعا من الأبعاد التاريخية الا ان ذلك اختفى او في طريقه الى الاختفاء. لذلك تبدو العلاقات الإنسانية في المجتمع تتخذ شكلا عموديا مباشرا. ومع زيادة عدد سكان البلاد وانخفاض نسبة القطريين بالمقابل كما تشير بعض الاحصائيات، فإنه حتى العلاقات الافقية المتبقية بين افراد المجتمع في طريقها الى الاندثار والتآكل. في حين أن عدم مشاركة المجتمع أو عدم اعتباره في انتاج الخطاب العام جعلت منه مثل اللعبة المضغوطة في صندوق صغير ما أن تفتحه حتى تقفز وتظهر وتثبت وجودها، فهو محصور الظهور في شهرين أو ثلاثة اشهر من السنة يمارس فيها نشاطاته، وبعد ذلك يعود الى الاختفاء، فليس له خطاب مستمر فهو مجتمع موسمي. وكل ما اخشاه من تقاطع الخطابات داخل المجتمع الواحد، خطاب التراث وخطاب الحداثة، خطاب البداوة، خطاب الحضارة، وخطاب الدين بأشكاله والخطاب المدني بتفرعاته القومية وغيرها ”6” كل هذه الخطابات التي تشكل انظمة معرفية مختلفة موجودة في المجتمع. وتعمل الدولة بين الحين والاخر على تلافي اخطائها بإعادة الاعتبار للغة العربية وللنظام التعليمي بعدما شعرت بخطورة وعدم ملاءمة توجهها السابق، لكنها في حاجة ماسة الى المشاركة في انتاج الخطاب المعرفي مع المجتمع وهذا هو الاساس وليس العودة اليه واصلاحه كمنتج. وبما ان الدولة التزمت بالتزامات دولية مستقبلية أملت عليها شروطها، فإننا حتى المستقبل المنظور أمام نظام معرفي يتشكل بناء على ذلك بين الدولة وبين التزاماتها الخارجية. فلم يعد هناك خطاب معرفي قطري واضح وانفرد الريع مباشرة في تكوين نظام معرفي بعيدا عن الاعتبار لأية مسافة بينه وبين المجتمع يحده مستوى الطموح المرتفع لدى السلطة نتيجة لهذا الالتزام وأحدث ذلك خللا ثقافيا ناهيك عن التغييرات المادية السريعة التي اوجدت فجوة بين التاريخ وذاكرة الجيل في مدة قصيرة جدا. يتبع [email protected]