23 سبتمبر 2025
تسجيلعنوان استقيته من مقال الكاتب الإماراتي في صحيفة البيان الإماراتية، ضرار الفلاسي "لماذا دبي يا قطر"، يتساءل فيه عن الاستهداف الذي لجأت إليه قطر ضد دبي ويذكر فيه حجم القهر الذي أصاب دولة قطر فيما وصلت إليه دبي من نجاحات في مشاريعها واقتصادها، ومدى التخريب الذي تسعى ضدها قطر من خلال الوسائل الإعلامية تحت مسميات متعددة، وسرد في المقال المشاريع والمقارنات بالأرقام بين إمارة دبي ودولة قطر ، مقال لا يخلو من المغالطات والاتهامات والاستهزاء، التي هي لغة من لا يمتلك الحوار المنطقي، كما لا يخلو من أسلوب الاستعلاء من أجل الذم، واستشهد بفقرة من مقال نشرته عام 2015 بتاريخ 2 نوفمبر في الراية القطرية، أشدت فيه بما وصلت إليه دبي من نهضة عمرانية وجودة في البنى التحتية. وأجريت مقارنة بينها وبين وطني قطر، وأسندت ذلك إلى وجود عقول مفكرّة، بالإضافة إلى التخطيط المستقبلي السليم، كتبت هذا المقال حين كانت دبي متفوقة في مناشطها التجارية ومشاريعها العمرانية ومطارها، حين كان فيها عقلاء يفكرون للعمل من أجل نهضة بلدهم وازدهاره وليس دعاة دمار وهدم، حين كانت المليارات تصرف على البناء وتسابق الزمن للوصول إلى الجودة العالمية في مشاريعها وخدماتها، وليس صرفها من أجل تشويه وتدمير دولة شقيقة بشراء الذمم، وضخّ أموالها في محاربتها، من خلال الذباب الإلكتروني وعقد الاجتماعات والمؤتمرات لاتهام قطر بالإرهاب، واستخدام المال السياسي مع بعض دول القارة الأفريقية الفقيرة لإجبارها على السير في فلكها ضد دولة شقيقة وجارة هي قطر، كل تلك التصرفات المشينة التي ارتكبتها الإمارات ضد قطر وأميرها الشيخ تميم واتخاذ "الحمدين" على حدّ قوله في مقاله ذريعة للهجوم على قطر والإساءة إليها تدل على عدم الوعي وزج الأحقاد التي تحملها الإمارات على قطر وما وصلت إليه من منافسة في الكثير من المشاريع وبالأخص النجاح الذي حققته في استضافة المونديال 2022 الذي حاولت الإمارات بكل ما تملك من قوى مادّية إفشاله، إذن من يحقد على الآخر! ومن وضع أسوار الحصار على الآخر بادعاءات باطلة لا أساس لها بدافع الغيرة والحسد المتراكم لديهم لسنوات طويلة، ومن يدفع المليارات من أجل تشويه قطر واتهامها بالإرهاب. وللعلم فقطر اليوم ليست قطر ما قبل الحصار، تمتلك أفضل مطار على مستوى الشرق الأوسط من حيث الأداء التشغيلي ، والشكل المعماري والتكنولوجيا المتطورة، بدليل أن حركة المسافرين عبر المطار قد تجاوزت 30 مليون مسافر خلال الأشهر الستة الأولى لعام 2018 رغم الحصار الجائر، والبورصة القطرية تسجل أعلى مؤشر بين دول المنطقة، مما يعطي انطباعا بالثقة للمستثمر الأجنبي، بالإضافة إلى التقارير التي تصدر عن الهيئات والبنوك الدولية التي تعطي أرقاما وتصنيفات إيجابية، على الجانب الآخر الوضع الاقتصادي والمالي في دبي يسجل انخفاضا في النمو وبعض الشركات الأجنبية تفكر في الخروج حسب التقارير الصادرة من هيئات وبنوك عالمية، والذي ينشر عبر وسائل الإعلام، وإذا كان كما ذكر الكاتب بأن بنوك دبي قد حققت في النصف الأول من هذا العام أرباحا قاربت عشرة مليارات درهم، مقارنة مع بنوك قطر، فحسب علمنا كما يذكر بأن استخدام البنوك في دبي لغسيل الأموال، وحسابات أشخاص ارتكبوا جرائم حرب ، ومطلوبين للعدالة، وبفضل التجارة مع إيران، فكيف تكون قطر حاقدة على دبي وقطر من أكثر وأكبرالمستثمرين على أرضها على مستوى العقارات والشركات، وتضخ إلى دبي من الغاز الطبيعي الذي يعتبر المشغل الرئيسي لمصانعها، والوقود الرئيسي لمحطات الكهرباء فيها، بالرغم من الحصار، فهذا غيض من فيض، فقطر لا تعرف الحقد والحسد وإلا كيف وصلت إلى أعلى مراتب النجاح والتقدم في مشاريعها ومنشآتها ومصانعها وهي تحت إطار الحصار الجائر من دول الرباعي الأربع الجائرة. وكما أبهرت العالم بقوة اقتصادها وحنكتها السياسية. وليكن الكاتب على علم بأنه حين تتميز دولة عن أخرى بمشاريعها العمرانية والخدماتية ودقة بناها التحتية وجودتها، وحين يتميز إنسان عن آخر بأخلاقه وسلوكه وثقافته واستقامته، طبيعي أن تكون هناك مقارنة، من منا لا ينشد الأفضل لوطنه وأن يكون في مصاف الدول اقتصاديا وعمرانيا إذا كان من الدول التي أنعم الله عليها بخيرات اقتصادية كبيرة في شتى المجالات، ومن منا لا يتمنى أن يكون مثاليا في أخلاقياته. تلك هي طبيعة الإنسان لا خلاف. من سنوات مضت لم تكن قطر كما هي عليه الآن في مشاريعها الضخمة وبناها التحتية الواسعة والجيدة. والتوسعة في امتداد المساحات العمرانية والخدماتية، حتى أبهرت العالم وتوجهت إليها الأنظار والأطماع، لذلك فإن إجراء المقارنة ما بينهما وبين أي دولة، وبالتحديد دول الجوار كدبي التي وجهت إليها الأنظار في مشاريعها ومناشطها وبناها التحتية المتطورة والسريعة سابقا، حين كانت تحت مظلة محمد بن راشد سابقا وحين كانت تنعم بالاستقرار السياسي، والتجارة الحرة على مستوى الشرق الأوسط، وحين كانت تفكر بأن من حق الجوار الأمان والتعاون، والمودة والوحدة وليس الحقد والحسد الذي اتضحت صورتهما مع الحصار. إذن فمن المستهدف!! ومن الحاقد!! فحين ننتقد أونقارن فإن ذلك من باب حرية الرأي التي نعيش في ظلالها في وطن ينعم بالاستقرار والأمان وحرية الكلمة والرأي.