14 سبتمبر 2025
تسجيلغضب وصياح وصراخ ملايين المواطنين العرب في بلادهم لا يزن في كفة الميزان الدولي مصير جندي يهودي واحد فقد في معركة الإرهاب الإسرائيلي ضد العرب الأقل من ذباب في عيون العنصر الغربي المتحضر ثقافيا وعلميا والمتوحش سياسيا ، والسبب في هذا التشاؤم هو أن الأنظمة والحكومات العربية لا تملك القدرة على تقديم نفسها على أنها حكومات وطنية وحرة وعزيزة ، لتعمل على جعل مواطنها حرا عزيزا يفخر بوطنيته وعروبته بحق ، فهي تجعجع دهرا وعند الإمتحان مع بربرية إسرائيل تعود كالقط المريض تهز ذنبها خوفا . "هدار جولدن" جندي إسرائيلي استخدمته حكومة الإرهاب الإسرائيلية ذريعة لخرق الهدنة التي اقترحتها الأمم المتحدة لمدة 72 ساعة في غزة ، ولم تمتلك الإدارة الإسرائيلية أي إثبات على اختطافه ، وجاء الإعلان ضمن تصريحات عشوائية للمتحدث باسم الجيش الذي يبحث عن شحن بطارية الحقد ضد أهل غزة ، ومع هذا طار صيت هدار هذا الى البيت الأبيض ليخرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما مطالبا حماس بالإفراج عنه فورا ، لقد قرر أوباما كما قرر بان كي مون كبير الأمم المتحدة أن الجندي الإله هو أسير لدى حماس وهذا قمة البربرية كما وصفها المتحدث بإسم البيت الأبيض ، ومع هذا لم نسمع رد فعل للبيت الأبيض ولا للأمم المتحدة بعد إعلان " الماما إسرائيل" أن إبنها الوحش الصغير قد مات بنيران صديقة ربما .عندما يصف المتحدث الرسمي الأمريكي حادثة لم تقع أصلا بأنها بربرية يمارسها حكومة حماس ، ويهرول الأمين العام للأمم المتحدة بعينيه الضيقتين ليبكي على مصير جندي ذهب إلى غزة ليقتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء ، فهذا مع الاعتذار ليس سوى دعارة سياسية تمارسها واشنطن الرسمية والمكتب الخاص للأمين العام للأمم غير المتحدة فعليا ، فيما تمتد شبكة الدعارة السياسية إلى عواصم العرب التي تحولت إلى "قواصم مشتركة " بينهم " قواسم مشتركة " أعمى قلبها وعيونها الحقد الأسود على حركة حماس المشاغبة وسط هذا القطيع الرسمي العربي ، فلا الغرب ولا العرب في طبقاتهم الرسمية ملزمون بالنفاق إلى حكومة إسرائيل البربرية ومع هذا يصمتون جميعا على الإبادة الجماعية ضد شعب لا ذنب له سوى أنه اختار أن يكون حرا لا يقبل الضيم .إنه الخنوع إذا ، إنها "الذيلية" التي اتصف بها الكثير من الزعامات المزعومة عربيا والأنظمة الذليلة التي تقبل أن تبقى ذيلا للسياسة الأمريكية والأوروبية المنحازة للعنصر اليهودي ، فالإسرائيلي بات في نظر العالم الجبّان إله لا يمكن المساس بحرماته ، بينما العربي ليس سوى عبد لهذا الإله يفعل به ما يشاء ، هو من يقرر مصيره ، فيرزقه الهدنة متى شاء ويحرقه في ناره متى شاء ، يحاصره سنوات طويلة فوق الأرض ، ويلاحقه تحت الأرض عبر أنفاق الإمداد التمويني للإحتياجات الإنسانية ، ثم لا أحد في العالم الرسمي كله يملك الجرأة أن يقول لذلك الإله الذي استعبد المكاتب الرئاسية في العالم الأول أيضا كفاك إرهابا وبربرية وعنصرية .في المقابل لا يقبل اليمين الإسرائيلي ولا حتى أعضاء في الحكومة هناك ما تقدمه الإدارة الأمريكية مثلا من دعم لحكومتهم الفاشية بل يصفونه بأنه أقل من المتوقع ،، يا إلهي إلههم يريد المزيد من إمتصاص الدم عبر المشيمة السياسية والمالية والعسكرية لأنه لا يستطيع التوقف عن سفك الدماء البريئة للأطفال والنساء والأبرياء ، فهم في نظره قرابين تقدم على مبحة للتخلص من الكوابيس التي تقض مضاجع السيد الإرهابي نتنياهو وعصابته في تل أبيب ، لقد تعودوا على افتعال الحروب كلما اقتربت نسب التأييد الشعبي وشبه الرسمي لهم في الولايات المتحدة وإنجلترا وأوروبا عموما ، فالحرب مع " العبد العربي" يعيد تنشيط العاطفة ويدفع الكونجرس للاقتطاع من ميزانية العلاج للمواطن الأمريكي لدفعها لوزارة الدفاع الإسرائيلية كي تقتل أكثر ، وترتكب المجازر ضد شعب أعزل .إذاً ماذا عن الشعب الأعزل في غزة ، هل لا زال ذلك الشعب المحاصر ، بالطبع لا فقد صمد رغم المجازر بحقه من عدوه الظاهر وأعدائه المختبئين كالأفاعي في جحورهم ، لقد وجد أشقاءً جددا إضافة إلى الأشراف من الأشقاء العرب و محور قطر تركيا السياسي المغضوب عليه من إسرائيل وحلفائها ، إنهم في أمريكا الجنوبية وراء البحار ، فنزويلا و تشيلي والإكوادور والبيرو ، وبوليفيا طبعا التي كشفت عورتنا نحن العربان وأنظمتنا عندما صنفت إسرائيل على أنها دولة إرهابية وألغت اتفاقيات سابقة معها. في المقابل لا نزال في خطابنا الرسمي " نعلك الماء" منذ شهر ونطالب المجتمع الدولي بإنقاذ غزة ، فأين مجتمعنا القيادي ونخوته السياسية والعسكرية ، فهل يستطيع وزير صغير في أي حكومة عربية أن يصف وزيرا إسرائيليا واحدا بأنه إرهابي ..لقد مر شهر فضح كل مخابئ العمالة والذيلية للعنصر الصهيوني ، لأعود وأتساءل : وهل يحق لي انتقاد أوباما و كي مون فيما هناك من هم أكثر حقدا وجهالة لا زالوا بين ظهرانينا ؟!