عودة الطيور المهاجرة

اليوم تعود الحياة الى اروقة الدوائر الحكومية والمؤسسات.. اليوم تنتعش مصالح الدولة وتعود الطيور المهاجرة الى اوكارها.. اليوم يتبادل العائدون لمكاتبهم التهاني والتبريكات بمناسبة انقضاء عيد الفطر دون تواجد لهم وتفاعل مع مجتمعهم والمشاركة في ايام فرح العيد.. اليوم تنتهي الاجازة الطويلة التي منحت للموظفين في عيد هذا العام التي بدأت من 27 رمضان واستمرت لغاية اليوم الثلاثاء الموافق التاسع من شوال، اي ما يقارب الاسبوعين وهي فترة كافية للاستجمام والاستمتاع، قضاها الموظفون سواء مع اسرهم او برفقة اصدقائهم الى دول متفرقة وكانت اكثر الوجهات بين دول المنطقة.غالبا ما تكون العودة الى الوظائف بعد اجازة ترويحية يعقبها ملل وقرف من العمل. وتشير دراسات حديثة في هذا الشأن إلى أن العودة من الاجازة لم تكن أبداً شيئاً محبباً للنفس، لكن يبدو أن تأثيرات كآبة "العودة للعمل" أكبر مما هو متوقع، وتفيد دراسة بأن كثيرا من الموظفين لا يعودون بكامل طاقاتهم في أول يوم عمل لهم بعد الإجازة، وأوضحت تلك الدراسة ان ما يقرب من نصف الـ 2000 موظف الذين تم استجوابهم في الدراسة، شعروا بالتشتت والنسيان عند العودة للعمل بعد الإجازة.نريد ان ننفض غبار الكسل ونتجاوز ترسبات فترة الاجازة بحلوها ووناستها، وعدم الركون في رسم بعض أحلام اليقظة المتعلقة بالإجازات التي ينتظرون القيام بها، وهي اجازة الصيف السنوية التي ستدخل حيز التنفيذ للكثيرين منذ يوم غد، كحق مكتسب لهم من دوائرهم وهذا ما نخشى ان يخلق لدى معظمهم حالة من الخمول الآني وعدم الحماس لمواصلة العمل بالنشاط المعهود مما سوف يؤثر على مصالح المراجعين والمستفيدين من خدماتهم.من آثار الخمول وتبعاته بعد اجازة العيد الطويلة فيحاول بعض الموظفين غياب أول يوم من الدوام الرسمي وهذا يشمل أغلب المرافق والأجهزة الإدارية في الحكومة، وهو ما يدعو تلك الجهات الرسمية لاتخاذ الأسباب والإجراءات الصارمة للمعالجة ومعاقبة المقصر، الذي غاب بسبب الكسل والحصول على الراحة الزائدة متناسياً حجم المسؤولية والهم الاكبر وهو الوطن.