10 سبتمبر 2025

تسجيل

همُ العدوّ فاحذَرهُم

05 يوليو 2024

روى عبدالله بن مسعود رضي الله عنه في الحديث الصحيح أنّ النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (ما مِن نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ في أُمَّةٍ قَبْلِي إلَّا كانَ له مِن أُمَّتِهِ حَوارِيُّونَ، وأَصْحابٌ يَأْخُذُونَ بسُنَّتِهِ ويَقْتَدُونَ بأَمْرِهِ، ثُمَّ إنَّها تَخْلُفُ مِن بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يقولونَ ما لا يَفْعَلُونَ، ويَفْعَلُونَ ما لا يُؤْمَرُونَ، فمَن جاهَدَهُمْ بيَدِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بلِسانِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، ومَن جاهَدَهُمْ بقَلْبِهِ فَهو مُؤْمِنٌ، وليسَ وراءَ ذلكَ مِنَ الإيمانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ).. إنّه جهادُ الذين يقولون ما لا يفعلون ويُعلنون غير مايسرّون وينخرون في الثوابت ليلَ نهار مثل السّوسة في التمرة، لهذا كان جهاد المنافقين غير قابلٍ للسقوط، وإنّ المؤمن لهو أشدّ حاجةً لدفع المُنكر من المنكَر عليه ليبقى الإيمان حيًّا في القلب ويظلّ حكمُ الشريعة الإلهية حاضرًا في كلّ تفاصيل المسلم لذلك كان دفعُ المنكر من الإيمان وصمّام الأمان للمجتمعات. إنّ في أحداث فلسطين خاصةً وسائر الأمّة الإسلامية أبلغ ردّ على النّفاق العالمي وعلى كل من كان يتبرّمُ بالحديث عن شرف هذه الأمّة وفضلها على سائر الأمم، وتفضيل الله لها ويصفون ذلك بالوهم، ولكل من يُسمّون الأمر بالمعروف والتواصي بالحقّ وصايةً على الآخر، وإنكارُ المنكر إقصاءًا لهذا الآخر، وللذين يُطلقون على الحميّة والغضب لله ولرسوله أنها نزق، ولكلّ من اعتبروا أن التقصير الديني حرّية شخصية، ويَضيقُونَ بالحديث عن الولاء بحسب الإيمان بالله ويعملون جاهدين لتعطيل عقيدة البراء من الكفر وأهله واستبدال الأخوة الإيمانية بمصطلح التعايش، وردًّا على كل الذين ملؤوا علينا البرامج واللقاءات الإعلامية بغزلهم بحقوق الإنسان والطفل والقوانين الدولية والأمم المتحدة بجميع تفريخاتها، ردًّا على من يعملون على تضليل المرأة المسلمة وحرمانها من استقرارها وتفرغها لبناء الجيل بكذبة الحرّية، إن ملحمة طوفان الأقصى لهي أصدقُ برهان لكل الذين يُشككونَ بحقيقة أنّ العالم الإسلامي مستهدفٌ بكل مكوناته.. إنّ التأييد العالميّ للظلم أوضحُ دليلٍ على أنّ الإسلام هو الملاذُ الآمن والوحيد لاستنقاذ البشريّة من وحل الظلم والقهر، وإن تطبيق الشريعة الإسلامية هي الضمان الوحيد لانتشار العدل ومقاومة العدوان..( ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلباَطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلحَقَّ مِن رَّبِّهِم كَذَٰلِكَ يَضرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمثاَٰلَهُم ) 3/محمد.